Close Menu
  • الرئيسية
  • مـجتمـع
  • سياسة
  • رياضة
  • اقتصاد
  • ثقافة وفنون
  • لكم الكلمة
  • عدالة وحوادث
  • من الشمال
  • أخبار وطنية
  • الـمـزيــد
    • دوليات
    • من المهجر
    • مثير للجدل
    • كاريكاتير
    • روبورتاج
    • بيبل
    • من وحي الكلم
    • زووم
تصفح النسخة الورقية
تصفح النسخة الورقية

إقــرأ الـمــزيـد

النقل السري وتطبيقات الركوب تشعل غضب سائقي الطاكسي بطنجة

مايو 20, 2025

انهيار أرضي قرب فندق “أنتر كونتيننتال” بطنجة يبتلع جزءا من الطريق ويثير مخاوف من هشاشة البنية التحتية

مايو 20, 2025

وهبي: مشروع قانون المسطرة الجنائية محطة استثنائية في تحديث المنظومة الجنائية

مايو 20, 2025

حفرة ضخمة تبتلع جزءا من الطريق قرب فندق كونتيننتال

مايو 20, 2025
فيسبوك يوتيوب الانستغرام X (Twitter) تيكتوك
الثلاثاء, مايو 20
طنجـاوة H24
  • النقل السري وتطبيقات الركوب تشعل غضب سائقي الطاكسي بطنجة
  • انهيار أرضي قرب فندق “أنتر كونتيننتال” بطنجة يبتلع جزءا من الطريق ويثير مخاوف من هشاشة البنية التحتية
  • وهبي: مشروع قانون المسطرة الجنائية محطة استثنائية في تحديث المنظومة الجنائية
  • حفرة ضخمة تبتلع جزءا من الطريق قرب فندق كونتيننتال
  • برلمانية تُحرج وزير الداخلية بسبب مستنقع ملوث في الزياتن
  • المرابط يُشخص أزمة اتحاد طنجة ويدعو لتدخل الوالي وإحداث “لجنة حكماء”
  • سلطات الملحقة الإدارية السابعة بمسنانة تشرع في حملة لتحرير الملك العام وتنظيم واجهات البنايات
  • حصري.. محاولة تهريب حشيش في واد محاذ لتجزئة الغندوري تنتهي بهروب “جيت سكي” واختفاء الحافلة
فيسبوك يوتيوب الانستغرام X (Twitter) تيكتوك
Tanjaoua
  • الرئيسية
  • مـجتمـع

    النقل السري وتطبيقات الركوب تشعل غضب سائقي الطاكسي بطنجة

    مايو 20, 2025

    انهيار أرضي قرب فندق “أنتر كونتيننتال” بطنجة يبتلع جزءا من الطريق ويثير مخاوف من هشاشة البنية التحتية

    مايو 20, 2025

    وهبي: مشروع قانون المسطرة الجنائية محطة استثنائية في تحديث المنظومة الجنائية

    مايو 20, 2025

    حفرة ضخمة تبتلع جزءا من الطريق قرب فندق كونتيننتال

    مايو 20, 2025

    برلمانية تُحرج وزير الداخلية بسبب مستنقع ملوث في الزياتن

    مايو 20, 2025
  • سياسة

    صراعات داخلية تعصف بحزب “الاتحاد الدستوري” بطنجة.. الزموري يفقد السيطرة وكُرة الخلافات تكبر

    مايو 14, 2025

    الملك محمد السادس يترأس مجلسا وزاريا هاما ويصادق على قوانين ومراسيم عسكرية وتعيينات عليا واتفاقيات دولية

    مايو 12, 2025

    الاتحاد الاشتراكي يواصل إعادة هيكلة فروعه المحلية بطنجة

    مايو 10, 2025

    رئيس جماعة أصيلة يغلق أبواب المجلس ويُشهِر “قانون بنعيسى” في وجه الصحافيين

    مايو 6, 2025

    اتهامات بالتقصير وسوء الإنجاز تلاحق مشروع تهيئة واد بوحوت.. ومستشار جماعي يطالب الوالي التازي بالتدخل

    مايو 4, 2025
  • رياضة

    المرابط يُشخص أزمة اتحاد طنجة ويدعو لتدخل الوالي وإحداث “لجنة حكماء”

    مايو 20, 2025

    أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة .. المنتخب المغربي يحرز الميدالية الفضية

    مايو 19, 2025

    كأس أمم إفريقيا تحت 20 سنة: أشبال الأطلس يتطلعون إلى النهائي بعد التأهل للمونديال

    مايو 14, 2025

    أشبال الأطلس في اختبار حاسم أمام سيراليون لحجز مقعد بالمونديال وتحقيق الحلم الإفريقي

    مايو 11, 2025

    اتحاد طنجة يزيح شبح النزول بفوز ثمين على النادي المكناسي

    مايو 8, 2025
  • اقتصاد

    رقم معاملات قياسي.. مجموعة طنجة المتوسط تواصل ترسيخ موقعها كقطب تجاري عالمي

    أبريل 30, 2025

    نقاش رمضاني بطنجة حول تدبير الموارد البشرية ورهان تطوير المقاولات الصغرى

    مارس 23, 2025

    تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج تفوق 9,45 مليار درهم خلال يناير

    مارس 4, 2025

    النشاط الصناعي.. ارتفاع الإنتاج والمبيعات في يناير

    مارس 1, 2025

    وفد برلماني إفريقي رفيع يحل بطنجة في زيارة لميناء طنجة المتوسط

    فبراير 21, 2025
  • ثقافة وفنون

    “قصتي مع التراث”.. أحمد الطلحي يصدر سيرته الذاتية من نافذة التراث

    مايو 5, 2025

    أمسية “ربيع الشعر” تُضيء فضاء أحمد بوكماخ بطنجة وتستحضر أجيال القصيدة

    أبريل 16, 2025

    سفارة السلفادور بالمغرب تحتفي بالفن التشكيلي بأضخم معرض في إفريقيا بمعهد ثيربانتيس طنجة

    أبريل 5, 2025

    ندوة فكرية بطنجة تناقش مسار العمل الجمعوي النسائي وتحدياته

    مارس 22, 2025

    شعراء يحتفون بالكلمة في ضيافة المقاومة بطنجة

    مارس 20, 2025
  • لكم الكلمة

    طنجة والمونديال.. حين تسبق الشعارات الإنجاز

    مايو 13, 2025

    من الإكستازي إلى الكوكايين وغاز الضحك.. خريطة الهلاك تسكن أزقة طنجة

    أبريل 24, 2025

    متى تتخلص بلادنا من مخدر “السيليسيون” القاتل؟

    أبريل 6, 2025

    حسن الحداد يكتب: تحليل نقدي لجماعة العدل والإحسان

    أبريل 2, 2025

    حسن الحداد يكتب: هل انزلقتم إلى حد استغلال القضية الفلسطينية في تصفية الحسابات السياسية الضيقة؟

    مارس 31, 2025
  • عدالة وحوادث

    توقيف 5 أشخاص بتهمة الاحتيال والسرقة تحت التهديد بطنجة

    نوفمبر 9, 2023

    هجوم جديد لحيتان الأوركا على أحد القوارب قبالة سواحل طنجة

    نوفمبر 7, 2023

    طنجة.. فرقة محاربة العصابات توقف جانحاً متورطا في الضرب والجرح

    نوفمبر 6, 2023

    بكل من سلا وطنجة.. توقيف متورطين في ترويج المخدرات والمؤثرات العقلية

    نوفمبر 2, 2023

    شرطي يضطر لإشهار سلاحه في وجه أحد الأشخاص إثر حادثة سير بطنجة

    نوفمبر 1, 2023
  • من الشمال

    مقاطعة طنجة المدينة.. قرار من الوالي التازي بفتح باب الترشح لتعويض الشرقاوي

    نوفمبر 25, 2024

    شحنة “حشيش” تطيح بإسباني بمعبر سبتة

    ديسمبر 18, 2023

    العرائش.. انت.حار سجين باستعمال سرواله

    ديسمبر 7, 2023

    أمن تطوان يوقف مشتبه في سطوه على وكالة لتحويل الأموال

    نوفمبر 24, 2023

    1000 مهاجر إفريقي يحاولون اقتحام سياج سبتة وإصابات في صفوف الأمن

    نوفمبر 17, 2023
  • أخبار وطنية
  • الـمـزيــد
    1. دوليات
    2. من المهجر
    3. مثير للجدل
    4. كاريكاتير
    5. روبورتاج
    6. بيبل
    7. من وحي الكلم
    8. زووم
    9. مشاهدة الكل

    الأمين العام للأمم المتحدة ينفي مزاعم حرب في الصحراء المغربية

    أكتوبر 15, 2023

    برشلونة يحقق الانتصار الثاني على التوالي في عصبة الأبطال على حساب بورتو

    أكتوبر 4, 2023

    ريال مدريد ينتصر على خيرونا ويعتلي صدارة الليغا

    سبتمبر 30, 2023

    فرنسا.. تراجع شعبية الرئيس إيمانويل ماكرون

    سبتمبر 23, 2023

    فرنسا: أب مغربي يسلم نفسه بعد ارتكاب مجزرة في أسرته

    نوفمبر 30, 2023

    مغاربة سبتة يشتكون صعوبة إيصال المساعدات لمتضرري الزلزال

    سبتمبر 15, 2023

    طنجاوة العالم.. أمنية البقالي الطاهري تصدر أول كتاب لها بالكطلانية

    سبتمبر 3, 2023

    توزيع 30 ألف نسخة من المصحف بميناء طنجة المتوسط

    أغسطس 30, 2023

    مقهى “لادريس”.. قصة حكم قضائي عكس إرادة حقيقية لردع “لوبي” الشيشة بطنجة

    يونيو 30, 2024

    احتلال الملك العمومي يتواصل بطنجة دون رقابة أو ردع

    نوفمبر 2, 2023

    ليموري: الانتخابات الإسبانية أخرت حسمَ موضوع قصر “ألابا”

    أكتوبر 31, 2023

    سكان حي الموظفين يشتكون من الحالة المزرية لملعب القرب رقم 45

    أكتوبر 18, 2023

    ذئاب بشرية تتربص

    أغسطس 17, 2023

    غزو الروبوتات والذكاء الاصطناعي

    يوليو 29, 2023

    كاريكاتير.. الفرق بين زراعة النخيل والأشجار

    يوليو 26, 2023

    توزيع أكياس.. وأكباش

    يونيو 27, 2023

    ترك لينزف 4 ساعات.. حقوقي يُطالب بفتح تحقيق عميق في وف..اة تلميذ ضحي..ة طعنة بمستشفى محمد الخامس

    نوفمبر 23, 2024

    النقل السري في مدينة طنجة.. شرّ لا بد منه؟

    نوفمبر 7, 2023

    قصر مولاي حفيظ بطنجة.. إرث معماري بعبق عربي مورسكي

    سبتمبر 28, 2023

    حمالو “الكراريص” بطنجة.. مهنة “للمسنّين فقط” تتجه نحوَ الانقراض

    سبتمبر 2, 2023

    “نجوم الموضة” يعرضون تصاميمهم بطنجة وحنان أوقديم تفرض نفسها ضمن الوجوه الصاعدة

    يونيو 5, 2024

    سباق الذكاء الاصطناعي ..”غوغل” تبدأ العمل بنموذجها الجديد Gemini

    ديسمبر 7, 2023

    وفاة الفنان المصري أشرف عبد الغفور إثر تعرضه لحادثة سير

    ديسمبر 4, 2023

    “واتساب” تعلن عودة ميزة “العرض لمرة واحدة” عبر الحاسوب

    نوفمبر 28, 2023

    حرمان مجموعة من أحياء بمدينة طنجة من عدادات الماء والكهرباء انتهاك لحقوق الإنسان وكرامته

    يناير 8, 2025

    “مجموعة الخير”.. الطمع طاعون والعبرة لمن يعتبر

    ديسمبر 25, 2024

    طنجة.. الحفر بدل الحدائق!

    ديسمبر 14, 2024

    أخريف.. لاعب غريق وجـ،،ـثته أسيرة لنظام بلا رحمة

    ديسمبر 4, 2024

    وفاة أكبر معمر في العالم

    أبريل 3, 2024

    ISMAGI وكلية BOREAL يدشنان جسراً أكاديمياً جديداً بين المغرب وكندا

    مارس 1, 2024

    ميزة جديدة على واتساب تتيح إرسال رسائل صوتية تسمع ثم تختفي!

    ديسمبر 9, 2023

    “غوغل” تعتزم حذف حسابات “جيميل” غير النشطة في دجنبر المقبل

    نوفمبر 20, 2023

    “قصتي مع التراث”.. أحمد الطلحي يصدر سيرته الذاتية من نافذة التراث

    مايو 5, 2025

    أمسية “ربيع الشعر” تُضيء فضاء أحمد بوكماخ بطنجة وتستحضر أجيال القصيدة

    أبريل 16, 2025

    سفارة السلفادور بالمغرب تحتفي بالفن التشكيلي بأضخم معرض في إفريقيا بمعهد ثيربانتيس طنجة

    أبريل 5, 2025

    ندوة فكرية بطنجة تناقش مسار العمل الجمعوي النسائي وتحدياته

    مارس 22, 2025
طـنـجـاوةطـنـجـاوة
Home » “طريق سجلماسة”.. الطريق التجاري المغربي نحو بلدان غرب افريقيا

“طريق سجلماسة”.. الطريق التجاري المغربي نحو بلدان غرب افريقيا

Aziz Magriبواسطة Aziz Magriمارس 21, 202315 دقائق
شاركها
فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني

بسبب موقعه الجغرافي الاستراتيجي ظل المغرب على امتداد تاريخه محط أطماع وتنافس القوى العالمية والإقليمية، من الرومان إلى الوندال، إلى العباسيين وأموي الأندلس، مرورا بالبرتغاليين والاسبانيين والعثمانيين، ووصولا إلى القوى الأوربية الاستعمارية منذ مطلع القرن التاسع عشر؛ كان خلالها المغرب تارة يحافظ على استقلاله، وتارة أخرى يخضع لسيطرة قوة أجنبية، لكن سرعان ما ينتفض ضدها، ويسترجع سيادته واستقلاله، ويستعيد قراره؛ وتارة يتخذ موقف المدافع عن أراضيه ووحدتها، وتارة أخرى يبادر إلى الهجوم، ويرد الصاع صاعين حينما يكون قويا.

سياسيا أراضي المغرب التاريخية تتمدد وتتقلص حسب مدى ضعف أو قوة المركز (المخزن). من الخطأ حصر المخزن المغربي في 12 قرنا ونيف، فعمره بعمر ساكنة بلاد “المور”، أي المغرب،  وقدم المكون الأمازيغي وتاريخه المجيد. أما دينيا وروحيا وجدانيا وأيضا تجاريا فتلك مسألة أخرى، إذ ظلت أراضيه التاريخية، الممتدة إلى عمق غرب افريقيا، على اتصال وتواصل مع تراب “الدولة الأم” إن على مستوى بيعة السلاطين أو على المستوى الشعبي.

ارتباطا بهذه النقطة الأخيرة، نجد العديد من السلاطين المغاربة الذين تعاقبوا  على حكم البلاد كانوا على وعي تام بأهمية توسيع مجال ظهيرهم الخلفي والأمامي لحكمهم، ليس فقط من زاوية اقتصادية وتجارية، وإنما أيضا من زاوية أمنية، إذ شكل ذلك عمق استراتيجي يساعد المغرب في تشكيل دفاع متقدم لصد تحرشات الأعداء وهجماتهم، سواء من جهة الشمال (شبه الجزيرة الإيبيرية) أو من جهة الجنوب، ومن الشرق تحديدا.

القوى الإقليمية والدولية تعي جيدا هذا المعطى، وتدرك مدى الخطورة التي يشكلها استعادة المغرب السيطرة والتحكم بظهيره الخلفي التاريخي على مصالحهم. ولهذا حرصت بعض هذه القوى على خلق مشاكل حدودية له، واقتطاع صحراءه الشرقية وضمها لدولة الجزائر الفتية، ومحاولة بتر صحراءه الجنوبية، كل ذلك قصد عزل المغرب عن عمقه الإفريقي، وإحكام الطوق عليه.

بيد أن الرؤية وطريقة التعامل مع هذه المسألة تباينت بين الأب والابن، واختلفت بين عهدين. فعهد الملك الراحل الحسن الثاني كان عهدا سياسيا، طغى عليه الصراعات السياسية، وحتى في تعامل المغرب مع قضاياه الدولية ظل يعالج الملفات بطريقة براغماتية سياسية (مثلا قبوله الجلوس على طاولة المفاوضات مع جبهة البوليساريو). أما عهد الملك محمد السادس فمختلف تماما، إذ لم يتم الفصل بين ما هو سياسي وما هو اقتصادي، بل اعتبر الأول مدخل للثاني، وجعل المغرب هذا الأخير، أي الاقتصاد، في خدمة أهدافه السياسية، إذ أصبح يتم معالجة الملفات السياسية على الصعيد الدولي بنظرة برغماتية اقتصادية. فمبكرا أدرك رجالات “العهد الجديد” ومستشاريه أهمية استعادة المغرب لظهيره الخلفي، وأن المغرب لن يكون قويا بدونه. وهذه الاستعادة لن تكون سوى ناعمة وبأهداف اقتصادية، وقبل ذلك ثقافية وروحية، وذلك بإقامة شراكات استراتيجية بعيدة المدى رابح-رابح؛ وأما زمن السيطرة العسكرية فقد ولى، ولنا في الخروج الأمربكي المباشر من العراق أبرز مثال، وحديثا الخروج العسكري الفرنسي من بعض دول افريقيا جنوب الصحراء (مالي، بوركينا فاسو، افريقيا الوسطى).

لكن من أجل استعادة المغرب لظهيره الخلفي الإفريقي من اللازم اللازب أن يؤسس لطريق آمن يصله بجميع دول غرب افريقيا الواقعة وراء نهر السينغال. في الواقع، المغرب يتحرك في افريقيا بخطوات مدروسة، وجميع تحركاته في القارة السمراء تنم على أنه بصدد شق طريق تجاري خاص به في صمت وفي تؤدة.

في هذا الإطار يمكن إدراج الزيارات والجولات المتكررة التي قام بها العاهل المغربي محمد السادس مبكرا لدول غرب افريقيا، والتي توسعت دائرتها لتشمل، في إطار استراتيجية متكاملة المدى، حتى دول شرق افريقيا (إثيوبيا، كينيا وجنوب السودان). في المجموع، قام ملك المغرب ب 50 زيارة دولة إلى 30 بلد افريقي في ظرف عشرون سنة، أبرم خلالها العاهل المغربي محمد السادس أكثر من 1000 اتفاقية. هذه الزيارات لم تكن فقط زيارات ذات صبغة سياسية، وإنما أيضا اقتصادية فتحت المجال أمام الرساميل المغربية للاستثمار في قطاعات متنوعة (الاتصالات، الطيران، الأبناك، التأمينات، العقار والبناء، المناجم، الفلاحة، النقل، إلخ.)، حتى بات المغرب المستثمر الأول في غرب افريقيا، والثاني في القارة السمراء بعد الصين.

هذا الاختراق الناعم لأسواق غرب افريقيا، رغم كل ما يصادف من عراقيل، مايزال في مراحله الأولى، وما كان ليتم لولا تشييد المغرب لطريق تجاري آمن خاص به، والحق أن هذا الطريق مازال في طور الانجاز، وإن كانت بعض معالمه بدأت تتشكل وتظهر لعين الثاقب المتابع لمجريات الأحداث بشكل جلي؛ غير أن المملكة المغربية بصدد انجازه وتثبيت أسسه وأركانه في صمت بعيدا عن البهرجة السياسية والتغطية الإعلامية.

يمكن تشبيهه ب “طريق الحرير” على الطريقة أو الصيغة المغربية، رغم أن المغرب كان سباقا على الصين في إدراك الأهمية الحيوية والجيو-استراتيجية لمشروع من هذا النوع في تطور اقتصاده وتعزيز مكانته كقوة اقليمية صاعدة في القارة السمراء. لا ننسى بكون افريقيا بمقدراتها وبثرواتها، وبتوسع أسواقها الاستهلاكية، تمثل مستقبلا بوصلة تأمين نمو الشركات العالمية.

الطريق الذى بصدد تشييده المغرب ما هو في الواقع سوى مجرد إحياء للطريق القديم للقوافل التجارية التي كانت تربط ما بين القبائل والممالك الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء ومدن المغرب كسجلماسة وتافيلات وتندوف.

إن المغرب يشتغل في صمت لبعث روح هذا الطريق التجاري من مرقده، والذي دخل في سبات عميق منذ سيطرة المستعمرين الفرنسي والانجليزي على المنطقة نهاية القرن الثامن عشر، بعد أن صمد طويلا في وجه المحاولات الاستعمارية لتغيير مجراه، وذلك منذ أن وطأت أقدام البرتغاليين سواحل غرب افريقيا أواخر القرن السادس عشر. ومنذ ما ينيف عن القرنين توقف طريق القوافل، ومعه انقطع أي شكل من أشكال التواصل التجاري للمغرب مع القارة السمراء، إلى حدود سنة 1956.

إن الطريق التجاري المغرب-غرب افريقيا هو مطلب الأفارقة أيضا. فمثلا، حلم انجاز خط طريق سيار ينطلق من مدينة طنجة، شمال المغرب،  ويصل إلى العاصمة النيجيرية لاغوس، مرورا بعدد من الدول الإفريقية، كان  قد عبر عنه عدد من النيجيريين، وفي مقدمتهم الرئيس النيجيري أثناء زيارة العاهل المغربي لنيجيريا في شهر دجنبر من سنة 2016.

المغرب في هذا الإطار آثر الاشتغال في صمت حول هذا الهدف، إذ ركز في مرحلة أولى، وطيلة العشرين سنة الفارطة، على تقوية شبكته الخاصة بالبنية التحتية الطرقية الداخلية، من طرق سيارة وطرق سريعة (مزدوجة)، تربط أقصى شمال المغرب بجنوبه، وشرقه بغربه. فعلى سبيل المثال، خلال السنة الفارطة (2022) تم التركيز على ربط المدن الصغيرة الفرعية بالمدن الاقتصادية الكبرى للمملكة، إذ تم  تثليث الطريق السيار الدار البيضاء-برشيد على طول 20 كلم، وتثليث الطريق السيار المداري للدار البيضاء على طول 30 كلم، بالإضافة إلى الطريق السيار تيط مليل-برشيد على طول 30 كلم، والطريق السيار جرسيف-الناظور على طول 104 كلم.

كما تم ربط أبرز مدن الصحراء بشبكة الطرق السيارة عبر الطريق السريع (المزدوج) الذي يربط بين مدينة تزنيت بمدن كلميم-العيون-بوجدور-الداخلة، وقد تقرر تمديده هذه السنة (2023) إلى معبر الكركرات الاستراتيجي.

ويتوقع خلال هذه السنة وإلى حدود منتصف السنة المقبلة أن تنطلق أشغال بناء طرق سيارة جديدة: الطريق السيار القاري الرباط-الدار البيضاء على طول 60 كلم، والطريق السيار مراكش-فاس/مكناس عبر بني ملال على طول حوالي 180 كلم، والطريق السيار الرابط بين ميناء آسفي وشبكة الطرق السيارة على طول 18 كلم.

هذه المجهودات توجت باحتلال المغرب، على المستوى القاري، المرتبة الثانية، بعد جنوب إفريقيا، بالربط بالطرق السيارة بمعدل 1800 كلم. في هذا الإطار، يبدو أن المغرب قد شارف على الانتهاء من المرحلة الأولى، ليشرع في المرحلة الثانية، وتتعلق بتدعيم شبكة الطرق السيارة والطرق السريعة ببلدان غرب افريقيا، وقد يشكل أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب المدخل الرئيسي لتعزيز شبكة الطرق بهاته البلدان.

هذا بالإضافة إلى كون المغرب ركز أيضا على تحديث شبكة السكك الحديدية وتجديد أسطول القطارات. فمؤخرا جرى تمديد خط قطار الفائق السرعة الرابط بين مدينتي طنجة و الدار البيضاء، مرورا بمدن القنيطرة والرباط، ليصل إلى مدينة مراكش، في خطة طموحة لإيصال “التي جي في” إلى مدينة أكادير، والتي تعد البوابة نحو الصحراء.

نعتقد جازمين بأنه آن الأوان أن يخرج المغرب مشروعه الخاص بطريقه التجاري نحو افريقيا للعلن، دون توجس من ردود أفعال الخصوم والمنافسين (فرنسا، الجزائر، جنوب افريقيا).

إنه “طريق سجلماسة” المغربي نحو إفريقيا! مع التنبيه إلى ان هذا التوصيف من اقتراحنا، ولا يحمل أية صفة رسمية.

إن مغرب اليوم يختلف عن مغرب سنة 2016. مغرب اليوم جدد من تحالفاته، وأقامها على أسس استراتيجية متينة وشراكات جديدة، مكنته من أن يتحول إلى رقم صعب على الصعيد القاري وإلى قوة اقليمية صاعدة، رغم مشاكله الداخلية.

إن “طريق سجلماسة”، الذي نقترح تسميته، ليس مجرد حصى وأسفلت. بل طريق يقلص المسافات وتعبر من خلاله السلع والبضائع المغربية بانسيابية نحو الأسواق الأفريقية، وكذا الاستثمارات المغربية، وتندمج داخل بوتقته جميع المبادرات المغربية والمشاريع واستراتيجيات التعاون الموجهة نحو البلدان الإفريقية، سواء تعلق الأمر بالتعاون الديبلوماسي والأمني-العسكري (مساعدات عسكرية، تكوينات وتدريبات عسكرية لفائدة ضباط أفارقة، تنسيق أمني واستخباراتي، الاستعلام وتبادل المعلومات والمعطيات الأمنية، إلخ.)، أو بالتعاون الديني والروحي (تكوين الأئمة الأفارقة وبناء واصلاح المساجد والمعاهد الدينية، الزوايا والطرق، إلخ.)، أو بالتعاون الثقافي والإعلامي (منح للطلبة الأفارقة، التكوين، المهرجانات الثقافية والفنية، معارض وفنون، إلخ.)، أو بالتعاون الفلاحي (اختراق ناعم لشركات فلاحية مغربية، المساعدات الفنية: بذور وأسمدة، تقنية الأمطار الاصطناعية، إلخ.)، أو بالتعاون الاقتصادي (عقود استغلال مناجم، اتفاقيات التجارة الحرة: منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية،  مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، الاستثمار في المجالات الحيوية: الاتصالات والتأمينات والأبناك، وغيرها من المجالات، إلخ.).

باختصار، “طريق سجلماسة” المغربي سيشكل عامل استقرا سياسي-أمني ونمو اقتصادي لدول غرب إفريقيا، وسيمكن من خلق تعاون وثيق مع 15 دولة على كافة الصعد. فهل سيتمكن المغرب من ربط مستقبل 440 مليون مواطن افريقي ب “طريق سجلماسة” التجاري؟بسبب موقعه الجغرافي الاستراتيجي ظل المغرب على امتداد تاريخه محط أطماع وتنافس القوى العالمية والإقليمية، من الرومان إلى الوندال، إلى العباسيين وأموي الأندلس، مرورا بالبرتغاليين والاسبانيين والعثمانيين، ووصولا إلى القوى الأوربية الاستعمارية منذ مطلع القرن التاسع عشر؛ كان خلالها المغرب تارة يحافظ على استقلاله، وتارة أخرى يخضع لسيطرة قوة أجنبية، لكن سرعان ما ينتفض ضدها، ويسترجع سيادته واستقلاله، ويستعيد قراره؛ وتارة يتخذ موقف المدافع عن أراضيه ووحدتها، وتارة أخرى يبادر إلى الهجوم، ويرد الصاع صاعين حينما يكون قويا.

سياسيا أراضي المغرب التاريخية تتمدد وتتقلص حسب مدى ضعف أو قوة المركز (المخزن). من الخطأ حصر المخزن المغربي في 12 قرنا ونيف، فعمره بعمر ساكنة بلاد “المور”، أي المغرب،  وقدم المكون الأمازيغي وتاريخه المجيد. أما دينيا وروحيا وجدانيا وأيضا تجاريا فتلك مسألة أخرى، إذ ظلت أراضيه التاريخية، الممتدة إلى عمق غرب افريقيا، على اتصال وتواصل مع تراب “الدولة الأم” إن على مستوى بيعة السلاطين أو على المستوى الشعبي.

ارتباطا بهذه النقطة الأخيرة، نجد العديد من السلاطين المغاربة الذين تعاقبوا  على حكم البلاد كانوا على وعي تام بأهمية توسيع مجال ظهيرهم الخلفي والأمامي لحكمهم، ليس فقط من زاوية اقتصادية وتجارية، وإنما أيضا من زاوية أمنية، إذ شكل ذلك عمق استراتيجي يساعد المغرب في تشكيل دفاع متقدم لصد تحرشات الأعداء وهجماتهم، سواء من جهة الشمال (شبه الجزيرة الإيبيرية) أو من جهة الجنوب، ومن الشرق تحديدا.

القوى الإقليمية والدولية تعي جيدا هذا المعطى، وتدرك مدى الخطورة التي يشكلها استعادة المغرب السيطرة والتحكم بظهيره الخلفي التاريخي على مصالحهم. ولهذا حرصت بعض هذه القوى على خلق مشاكل حدودية له، واقتطاع صحراءه الشرقية وضمها لدولة الجزائر الفتية، ومحاولة بتر صحراءه الجنوبية، كل ذلك قصد عزل المغرب عن عمقه الإفريقي، وإحكام الطوق عليه.

بيد أن الرؤية وطريقة التعامل مع هذه المسألة تباينت بين الأب والابن، واختلفت بين عهدين. فعهد الملك الراحل الحسن الثاني كان عهدا سياسيا، طغى عليه الصراعات السياسية، وحتى في تعامل المغرب مع قضاياه الدولية ظل يعالج الملفات بطريقة براغماتية سياسية (مثلا قبوله الجلوس على طاولة المفاوضات مع جبهة البوليساريو). أما عهد الملك محمد السادس فمختلف تماما، إذ لم يتم الفصل بين ما هو سياسي وما هو اقتصادي، بل اعتبر الأول مدخل للثاني، وجعل المغرب هذا الأخير، أي الاقتصاد، في خدمة أهدافه السياسية، إذ أصبح يتم معالجة الملفات السياسية على الصعيد الدولي بنظرة برغماتية اقتصادية. فمبكرا أدرك رجالات “العهد الجديد” ومستشاريه أهمية استعادة المغرب لظهيره الخلفي، وأن المغرب لن يكون قويا بدونه. وهذه الاستعادة لن تكون سوى ناعمة وبأهداف اقتصادية، وقبل ذلك ثقافية وروحية، وذلك بإقامة شراكات استراتيجية بعيدة المدى رابح-رابح؛ وأما زمن السيطرة العسكرية فقد ولى، ولنا في الخروج الأمربكي المباشر من العراق أبرز مثال، وحديثا الخروج العسكري الفرنسي من بعض دول افريقيا جنوب الصحراء (مالي، بوركينا فاسو، افريقيا الوسطى).

لكن من أجل استعادة المغرب لظهيره الخلفي الإفريقي من اللازم اللازب أن يؤسس لطريق آمن يصله بجميع دول غرب افريقيا الواقعة وراء نهر السينغال. في الواقع، المغرب يتحرك في افريقيا بخطوات مدروسة، وجميع تحركاته في القارة السمراء تنم على أنه بصدد شق طريق تجاري خاص به في صمت وفي تؤدة.

في هذا الإطار يمكن إدراج الزيارات والجولات المتكررة التي قام بها العاهل المغربي محمد السادس مبكرا لدول غرب افريقيا، والتي توسعت دائرتها لتشمل، في إطار استراتيجية متكاملة المدى، حتى دول شرق افريقيا (إثيوبيا، كينيا وجنوب السودان). في المجموع، قام ملك المغرب ب 50 زيارة دولة إلى 30 بلد افريقي في ظرف عشرون سنة، أبرم خلالها العاهل المغربي محمد السادس أكثر من 1000 اتفاقية. هذه الزيارات لم تكن فقط زيارات ذات صبغة سياسية، وإنما أيضا اقتصادية فتحت المجال أمام الرساميل المغربية للاستثمار في قطاعات متنوعة (الاتصالات، الطيران، الأبناك، التأمينات، العقار والبناء، المناجم، الفلاحة، النقل، إلخ.)، حتى بات المغرب المستثمر الأول في غرب افريقيا، والثاني في القارة السمراء بعد الصين.

هذا الاختراق الناعم لأسواق غرب افريقيا، رغم كل ما يصادف من عراقيل، مايزال في مراحله الأولى، وما كان ليتم لولا تشييد المغرب لطريق تجاري آمن خاص به، والحق أن هذا الطريق مازال في طور الانجاز، وإن كانت بعض معالمه بدأت تتشكل وتظهر لعين الثاقب المتابع لمجريات الأحداث بشكل جلي؛ غير أن المملكة المغربية بصدد انجازه وتثبيت أسسه وأركانه في صمت بعيدا عن البهرجة السياسية والتغطية الإعلامية.

يمكن تشبيهه ب “طريق الحرير” على الطريقة أو الصيغة المغربية، رغم أن المغرب كان سباقا على الصين في إدراك الأهمية الحيوية والجيو-استراتيجية لمشروع من هذا النوع في تطور اقتصاده وتعزيز مكانته كقوة اقليمية صاعدة في القارة السمراء. لا ننسى بكون افريقيا بمقدراتها وبثرواتها، وبتوسع أسواقها الاستهلاكية، تمثل مستقبلا بوصلة تأمين نمو الشركات العالمية.

الطريق الذى بصدد تشييده المغرب ما هو في الواقع سوى مجرد إحياء للطريق القديم للقوافل التجارية التي كانت تربط ما بين القبائل والممالك الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء ومدن المغرب كسجلماسة وتافيلات وتندوف.

إن المغرب يشتغل في صمت لبعث روح هذا الطريق التجاري من مرقده، والذي دخل في سبات عميق منذ سيطرة المستعمرين الفرنسي والانجليزي على المنطقة نهاية القرن الثامن عشر، بعد أن صمد طويلا في وجه المحاولات الاستعمارية لتغيير مجراه، وذلك منذ أن وطأت أقدام البرتغاليين سواحل غرب افريقيا أواخر القرن السادس عشر. ومنذ ما ينيف عن القرنين توقف طريق القوافل، ومعه انقطع أي شكل من أشكال التواصل التجاري للمغرب مع القارة السمراء، إلى حدود سنة 1956.

إن الطريق التجاري المغرب-غرب افريقيا هو مطلب الأفارقة أيضا. فمثلا، حلم انجاز خط طريق سيار ينطلق من مدينة طنجة، شمال المغرب،  ويصل إلى العاصمة النيجيرية لاغوس، مرورا بعدد من الدول الإفريقية، كان  قد عبر عنه عدد من النيجيريين، وفي مقدمتهم الرئيس النيجيري أثناء زيارة العاهل المغربي لنيجيريا في شهر دجنبر من سنة 2016.

المغرب في هذا الإطار آثر الاشتغال في صمت حول هذا الهدف، إذ ركز في مرحلة أولى، وطيلة العشرين سنة الفارطة، على تقوية شبكته الخاصة بالبنية التحتية الطرقية الداخلية، من طرق سيارة وطرق سريعة (مزدوجة)، تربط أقصى شمال المغرب بجنوبه، وشرقه بغربه. فعلى سبيل المثال، خلال السنة الفارطة (2022) تم التركيز على ربط المدن الصغيرة الفرعية بالمدن الاقتصادية الكبرى للمملكة، إذ تم  تثليث الطريق السيار الدار البيضاء-برشيد على طول 20 كلم، وتثليث الطريق السيار المداري للدار البيضاء على طول 30 كلم، بالإضافة إلى الطريق السيار تيط مليل-برشيد على طول 30 كلم، والطريق السيار جرسيف-الناظور على طول 104 كلم.

كما تم ربط أبرز مدن الصحراء بشبكة الطرق السيارة عبر الطريق السريع (المزدوج) الذي يربط بين مدينة تزنيت بمدن كلميم-العيون-بوجدور-الداخلة، وقد تقرر تمديده هذه السنة (2023) إلى معبر الكركرات الاستراتيجي.

ويتوقع خلال هذه السنة وإلى حدود منتصف السنة المقبلة أن تنطلق أشغال بناء طرق سيارة جديدة: الطريق السيار القاري الرباط-الدار البيضاء على طول 60 كلم، والطريق السيار مراكش-فاس/مكناس عبر بني ملال على طول حوالي 180 كلم، والطريق السيار الرابط بين ميناء آسفي وشبكة الطرق السيارة على طول 18 كلم.

هذه المجهودات توجت باحتلال المغرب، على المستوى القاري، المرتبة الثانية، بعد جنوب إفريقيا، بالربط بالطرق السيارة بمعدل 1800 كلم. في هذا الإطار، يبدو أن المغرب قد شارف على الانتهاء من المرحلة الأولى، ليشرع في المرحلة الثانية، وتتعلق بتدعيم شبكة الطرق السيارة والطرق السريعة ببلدان غرب افريقيا، وقد يشكل أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب المدخل الرئيسي لتعزيز شبكة الطرق بهاته البلدان.

هذا بالإضافة إلى كون المغرب ركز أيضا على تحديث شبكة السكك الحديدية وتجديد أسطول القطارات. فمؤخرا جرى تمديد خط قطار الفائق السرعة الرابط بين مدينتي طنجة و الدار البيضاء، مرورا بمدن القنيطرة والرباط، ليصل إلى مدينة مراكش، في خطة طموحة لإيصال “التي جي في” إلى مدينة أكادير، والتي تعد البوابة نحو الصحراء.

نعتقد جازمين بأنه آن الأوان أن يخرج المغرب مشروعه الخاص بطريقه التجاري نحو افريقيا للعلن، دون توجس من ردود أفعال الخصوم والمنافسين (فرنسا، الجزائر، جنوب افريقيا).

إنه “طريق سجلماسة” المغربي نحو إفريقيا! مع التنبيه إلى ان هذا التوصيف من اقتراحنا، ولا يحمل أية صفة رسمية.

إن مغرب اليوم يختلف عن مغرب سنة 2016. مغرب اليوم جدد من تحالفاته، وأقامها على أسس استراتيجية متينة وشراكات جديدة، مكنته من أن يتحول إلى رقم صعب على الصعيد القاري وإلى قوة اقليمية صاعدة، رغم مشاكله الداخلية.

إن “طريق سجلماسة”، الذي نقترح تسميته، ليس مجرد حصى وأسفلت. بل طريق يقلص المسافات وتعبر من خلاله السلع والبضائع المغربية بانسيابية نحو الأسواق الأفريقية، وكذا الاستثمارات المغربية، وتندمج داخل بوتقته جميع المبادرات المغربية والمشاريع واستراتيجيات التعاون الموجهة نحو البلدان الإفريقية، سواء تعلق الأمر بالتعاون الديبلوماسي والأمني-العسكري (مساعدات عسكرية، تكوينات وتدريبات عسكرية لفائدة ضباط أفارقة، تنسيق أمني واستخباراتي، الاستعلام وتبادل المعلومات والمعطيات الأمنية، إلخ.)، أو بالتعاون الديني والروحي (تكوين الأئمة الأفارقة وبناء واصلاح المساجد والمعاهد الدينية، الزوايا والطرق، إلخ.)، أو بالتعاون الثقافي والإعلامي (منح للطلبة الأفارقة، التكوين، المهرجانات الثقافية والفنية، معارض وفنون، إلخ.)، أو بالتعاون الفلاحي (اختراق ناعم لشركات فلاحية مغربية، المساعدات الفنية: بذور وأسمدة، تقنية الأمطار الاصطناعية، إلخ.)، أو بالتعاون الاقتصادي (عقود استغلال مناجم، اتفاقيات التجارة الحرة: منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية،  مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، الاستثمار في المجالات الحيوية: الاتصالات والتأمينات والأبناك، وغيرها من المجالات، إلخ.).

باختصار، “طريق سجلماسة” المغربي سيشكل عامل استقرا سياسي-أمني ونمو اقتصادي لدول غرب إفريقيا، وسيمكن من خلق تعاون وثيق مع 15 دولة على كافة الصعد. فهل سيتمكن المغرب من ربط مستقبل 440 مليون مواطن افريقي ب “طريق سجلماسة” التجاري؟

شاركها. فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني Copy Link
السابقالزراعات البديلة.. هل نجحت الوصفة في تحسين وضعية المزارعين الصغار بالشمال؟
التالي  محطة جوية جديدة بطنجة تزامنا مع ترشح المغرب لاستضافة المونديال

المقالات ذات الصلة

مايو 20, 2025

النقل السري وتطبيقات الركوب تشعل غضب سائقي الطاكسي بطنجة

مايو 20, 2025

انهيار أرضي قرب فندق “أنتر كونتيننتال” بطنجة يبتلع جزءا من الطريق ويثير مخاوف من هشاشة البنية التحتية

مايو 20, 2025

وهبي: مشروع قانون المسطرة الجنائية محطة استثنائية في تحديث المنظومة الجنائية

على مـدار السـاعة

النقل السري وتطبيقات الركوب تشعل غضب سائقي الطاكسي بطنجة

مايو 20, 2025

انهيار أرضي قرب فندق “أنتر كونتيننتال” بطنجة يبتلع جزءا من الطريق ويثير مخاوف من هشاشة البنية التحتية

مايو 20, 2025

وهبي: مشروع قانون المسطرة الجنائية محطة استثنائية في تحديث المنظومة الجنائية

مايو 20, 2025

حفرة ضخمة تبتلع جزءا من الطريق قرب فندق كونتيننتال

مايو 20, 2025

برلمانية تُحرج وزير الداخلية بسبب مستنقع ملوث في الزياتن

مايو 20, 2025

المرابط يُشخص أزمة اتحاد طنجة ويدعو لتدخل الوالي وإحداث “لجنة حكماء”

مايو 20, 2025
تحميل المزيد

الأكثر قراءة خلال الأسبوع

الواجهة

بني مكادة.. بناية مهجورة تتحول إلى وكر للدعارة والمخدرات وقاصرات وسط المستنقع

بواسطة طــنـجـاوةمايو 16, 20251 دقائق

تحوّلت بناية مهجورة بشارع مولاي سليمان قبالة المكتبة البلدية سابقا في بني مكادة، إلى وكر آسن ينشط فيه أشخاص مشبوهين في استغلال القاصرات وترويج المخدرات،…

“عشاء سام” يحوّل رحلة بحرية إلى “ساعة رعب” لسائقين بين الخزيرات وطنجة المتوسط

مايو 14, 2025

ابتدائية طنجة ترسّخ ثقافة الاعتراف في تكريم قاضيات وموظفين

مايو 17, 2025

حصري.. محاولة تهريب حشيش في واد محاذ لتجزئة الغندوري تنتهي بهروب “جيت سكي” واختفاء الحافلة

مايو 19, 2025
تـابـعـنـا
  • Facebook
  • Twitter
  • Instagram
  • YouTube
  • TikTok
  • WhatsApp
© 2025 Tanjaoua.ma
  • تعريف بـ”طـنـجـاوة”
  • سياسة الخصوصية
  • شروط الاستخدام
  • فريق التحرير
  • للتواصل مع طـنـجـاوة

اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter

Scroll Up