بعد أن ساهمت العوامل الطبيعية في تعقيد أي محاولة لتوسيعه بحكم تواجده بين الجبل والبحر، يسود ترقب كبير في صفوف الجالية المغربية بشأن التدابير التي ستتخذ من أجل رفع المعاناة خلال موسم العبور القادم.
وتزايدت حدة شكاوى الجالية من ظروف العبور بمعبر سبتة الذي تحول لقطعة من الجحيم تؤرق الجالية خاصة في وقت الذروة التي تشهد تكدس مئات السيارات.
وكان تقرير المهمة الاستطلاعية البرلمانية، حول عملية “مرحبا 2022″، قد انتقد تفتيش أفراد الجالية ك”مهربين” أمام أطفالهم، كما نبه لوجد حالة استياء عارمة من الاكتظاظ، الذي يطبع العملية وطول ساعات الانتظار، وتشديد اجراءات المراقبة والتفتيش عند المعابر الحدودية والمطارات.
ووقف أعضاء المهمة البرلمانية عند ما أسموه “استهداف الوافدين من الجالية بالتفتيش كأنهم مهربين دون مراعاة ظروف العائلة المكونة من أطفال يوثقون في بعض الأحيان صورة سيئة عن تعامل بلدهم مع ذويهم”، داعين إلى “اعتماد المرونة في تفتيش العابرين من أبناء الجالية المغربية لتسريع عملية العبور وتحقيق التوازن بين الحفاظ على أمن البلاد والحفاظ على الأعراف.
التقرير توقف كذلك عند ظروف استقبال الجالية المغربية في معبر “باب سبتة” ، حيث عاين أعضاء المهمة،”طابورا طويلا عند معبر سبتة، وهو الطابور الممتد من السوق المركزي للفنيدق إلى مدخل المعبر والذي يتجاوز 3 كيلومترات”.
ونقل الوفد البرلماني عن أفراد الجالية المغربية استياءهم من “الاكتظاظ الذي يشهده المعبر وكذا من الانتظار الذي يتجاوز 12 ساعة قبل ختم جوازات سفرهم للعبور إلى الجهة الأخرى”.
وأورد التقرير ان أفراد الجالية يعبرون عن غضبهم واحتجاجهم على “بطء إجراءات العبور، بإطلاق أصوات منبهات سياراتهم في وقت متزامن ومتصل”.
وحول سبب هذا الاكتظاظ، كشف التقرير على لسان العاملين من مختلف مصالح المعبر أنه مرتبط بسعر التذكرة الذي “يبقى رخيصا” مقارنة مع سعرها بموانئ أخرى، من قبيل ميناء طنجة المتوسط الذي لا زالت طاقته الاستيعابية قادرة على تدبير عدد أكبر من أفراد الجالية.
و نبه تقرير المهمة الاستطلاعية المؤقتة للوقوف لقلة المرافق الصحية، حيث انتقد وجود 4 مراحيض فقط في ساحة المعبر لعدد من أفراد الجالية يعد بالآلاف.
و دعا التقرير إلى تعزيز التواصل بصعوبة ظروف العودة عبر هذا المعبر أواخر شهر غشت، والتحسيس بتجنب العودة في هذه الفترة لما يترتب عنها من ضغط على العاملين وقلق لدى أفراد الجالية.
كما طالب التقرير بإحداث إدارة في المعبر لتيسير عملية التنسيق بين مختلف المصالح المتدخلة، ومضاعفة الاهتمام بأصحاب الأمراض المزمنة وذوي الاحتياجات الخاصة.
إلى جانب ذلك، أوصى التقرير بإحداث مركز أو فضاء للاستراحة على الشاطئ القريب من المعبر يتضمن مطاعم ومرافق صحية، وفضاء أخضر وآخر للأطفال لتخفيف الضغط على العاملين بالمعبر وعلى الجالية المغربية جراء الاكتظاظ وطول الانتظار، علاوة على تخصيص مرافق صحية تتناسب مع العدد الهائل لأفراد الجالية، وتوفير “سكانير” لتسهيل عملية التفتيش الجمركي للمارين عبر المعبر عدة الخروج.