تم أول أمس الأربعاء خلال ندوة عقدت بمدريد، تسليط الضوء على الأهمية الإستراتيجية لمشروع الربط الثابت عبر مضيق جبل طارق بين المغرب وإسبانيا، سواء بالنسبة للمملكتين أو لأوروبا وإفريقيا.
وخلال هذا اللقاء الذي عقد في فضاء “كازا آرابي” (البيت العربي)، إحدى المؤسسات التابعة لوزارة الشؤون الخارجية الإسبانية، بمناسبة تقديم العدد الجديد من مجلة “أوراق” المتخصصة في شؤون العالمين العربي والإسلامي، تم التركيز على أهمية هذا المشروع الذي سيشكل تتويجا لمسلسل طويل من تطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية بين المغرب وإسبانيا، والتي بنيت حول مضيق جبل طارق في أوقات مختلفة من التاريخ.
وبهذه المناسبة، توقف رئيس الشركة الإسبانية لدراسة الربط الثابت عبر مضيق جبل طارق، خوسيه لويس جوبيرنا كاريد، عند التطورات الأخيرة في المشروع، على ضوء رغبة الرباط ومدريد بشأن المضي قدما في إعادة إطلاق الدراسات المتعلقة بجدوى هذا المشروع الكبير.
وذكر أن هذه الرغبة تأكدت من خلال التوقيع على مذكرة التفاهم بشأن البنية التحتية خلال الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، الذي عقد يومي 1 و2 فبراير الماضي بالرباط.
من جانبها، أكدت سابين بانزرام، أستاذة التاريخ بجامعة هامبورغ، أن مضيق جبل طارق يعد منطقة رئيسية بين إسبانيا والمغرب، مسجلة أن مشروع الربط الثابت يهدف إلى توحيد دولتين وقارتين، بما يتيح تعزيز التقارب على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية.
وأوضحت بانزرام، في تصريح للقناة الإخبارية (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المشروع من شأنه تسهيل الربط بين المغرب وإسبانيا وتعزيز التنمية الاقتصادية للمنطقة بأسرها.
واعتبرت أن الموقع الجغرافي لمضيق جبل طارق يمنح هذا المشروع مكانة استثنائية في الاستراتيجية الأوروبية الإفريقية لشبكات النقل البري الدولية الرئيسية في إسبانيا والمغرب.
من جانبهم، أشار باقي المتدخلون في الندوة إلى أن مضيق جبل طارق أضحى الآن مركزا للتبادل البحري للأشخاص والبضائع بين أوروبا وشمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط وأمريكا الشمالية، لاسيما بعد تطور البنى المينائية والتطورات الصناعية في طنجة وخليج الجزيرة الخضراء خلال السنوات الأخيرة.
وبهذه المناسبة، قام المنظمون بعرض شريط فيديو يقدم لمحة عامة عن هذا المشروع الاستراتيجي.
كما تمكن المشاركون من متابعة التفسيرات والخرائط الداعمة والرسومات البيانية حول التفاصيل التقنية لهذا الصرح المستقبلي، والذي تم إغناء تصميماته باستمرار من خلال الدراسات التي أجريت خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة بديناميكية البحث والتطوير وابتكار علمي مثمر للغاية.
يذكر أن الحكومة الإسبانية، خصصت في مخطط التعافي والتحول والمرونة، مبلغ 2,3 مليون يورو من الأموال الأوروبية لتحديث الدراسات المتعلقة بالمشروع.