شهدت مناطق شرق وشمال الخرطوم، أمس الثلاثاء، تواصلا للمعارك بين الجيش و”الدعم السريع”، بالتزامن مع اليوم الأول لهدنة معلنة بوساطة أمريكية والتي من المقرر أن تستمر لثلاثة أيام، وسط تبادل اتهامات بين الطرفين بخصوص خرقها. وفيما ظهر تحذير أممي من “خطر بيولوجي” مرتفع، ظهرت كذلك توقعات بأن يصل إلى 270 ألفا عدد من فروا من السودان إلى تشاد وجنوب السودان، في حين دافع روسيا عن وجود قوات “فاغنر”.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من “خطر بيولوجي” مرتفع في السودان بعد سيطرة مقاتلين على مختبر في العاصمة السودانية تخزن فيه “عينات مسببة لأمراض شديدة العدوى”.
وقال ممثل المنظمة الأممية في السودان نعمة سعيد عابد في اتصال عبر تقنية الفيديو خلال مؤتمر صحافي في جنيف، “تلقيت اتصالا هاتفيا من رئيس المختبر المركزي للصحة العامة. بات يحتله أحد الطرفين المتقاتلين”. وأضاف “لقد أخرجوا كل التقنيين من المختبر الذي بات حاليا بالكامل تحت سيطرة مجموعة من المقاتلين الذين يتخذونه كقاعدة عسكرية”.
وحذّر من أن الوضع “خطر للغاية” لأن هذا المرفق يحتوي على عينات مسبّبة لأمراض الحصبة والكوليرا وشلل الأطفال، ما يشكّل “خطرا بيولوجيا هائلا”.
في حين، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن ما يصل إلى 270 ألف شخص قد يفرون من السودان إلى تشاد وجنوب السودان.
واتهم الجيش السوداني قوات “الدعم السريع” باستغلال الهدنة، المعلنة منذ صباح أمس الثلاثاء، للاستيلاء على مصفاة الجيلي شمال الخرطوم، وخلق أزمة وقود في كامل البلاد.
وقال في بيان إنه على الرغم من سريان الهدنة لمدة 72 ساعة التي وافقت عليها القوات المسلحة، إلا أنه رصد الكثير من الخروقات التي تقوم بها “الميليشيا المتمردة”. في المقابل، قالت قوات “الدعم السريع”: “الخروقات المستمرة التي كشفت عنها قواتنا طيلة فترات الهدنة الإنسانية المتجددة، أوضحت بجلاء من هو الطرف الذي دائماً ما يتنصل من العهود والالتزامات”.
في سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن من حق السودان الاستعانة بخدمات مجموعة فاغنر الأمنية الخاصة، وذلك بعد يوم على أبداء الولايات المتحدة قلقها من وجود هذه المجموعة في السودان.
إلى ذلك، شكا مواطنون سودانيون من تزايد أعمال النهب والسلب في عدد من أحياء العاصمة الخرطوم، إثر غياب جهاز الشرطة، بعد نشوب الحرب بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، والتي خلفت أوضاعا إنسانية مأسوية وأمنية متردية.