افتتحت مساء أمس الجمعة بمدينة طنجة فعاليات الدورة العشرين لمهرجان طريفة-طنجة للسينما الإفريقية ببرمجة فنية غنية تطلق حوارا فنيا وترسي جسرا سينمائيا بين القارتين الأوروبية والإفريقية.
وتم خلال حفل افتتاح المهرجان، الذي سيتواصل إلى غاية 7 ماي بالتوازي بين مدينتي طنجة وطريفة، عرض فيلم “تحت أشجار التين” الصادر سنة 2022 للمخرجة أريج السحيري ، بحضور ثلة من السينمائيين والفاعلين الثقافيين المغاربة والإسبان ومن ضيوف المهرجان من بلدان إفريقيا.
وأعربت أريج السحيري، في تصريح لوكالة المغرب العربي ولقناتها الإخبارية M24، عن سعادتها بعرض شريطها في افتتاح مهرجان يحتفي بالسينما الإفريقية، موضحة أن المهرجان يشكل بالفعل جسرا فنيا عابرا للبحر الأبيض المتوسط ويربط بين أوروبا وإفريقيا.
وقالت السحيري إن هذا الفيلم الروائي الطويل، الأول في مسيرتها السينمائية وسبق ومثل تونس في مهرجان كان وعرض في مهرجان مراكش الدولي للفيلم، يعكس بالفعل واقع نساء الهامش بتونس، والذي تشتركن فيه بالفعل مع عدد من نساء إفريقيا والبحر المتوسط.
كما تم بمناسبة الافتتاح عرض وصلات موسيقية من أداء الفرقة المغربة (دوص ماريس / بحران)، ووصلات استيعادية لبعض الدورات السابقة، وإلقاء كلمات لعمدة مدينة طريفة والمستشار الثقافي بسفارة إسبانيا بالرباط تحتفي بمساهمة هذا المهرجان في الربط الثقافي بين ضفتي مضيق جبل طارق على مدى دوراته العشرين.
من جهتها، اعتبرت مديرة المهرجان، ماني سيسنيروس، في تصريح مماثل، أن المهرجان، الذي ينعقد لمرة أخرى حضوريا بعد زوال الجائحة، تمكن من خلال السينما من خلق جسر بين ضفتي المضيق وبين البلدين والقارتين من خلال الثقافة.
وقالت إن افتتاح المهرجان بالجانب المغربي إشارة أمل لبداية مرحلة طويلة من عمر هذا المهرجان، لاسيما وأن حفل الافتتاح يجري بسينما “ألكازار” التاريخية، التي تعتبر من بين أعرق معالم الفن السابع بطنجة.
في دورته العشرين، استأنف هذا الحدث المغربي الإسباني العابر للحدود نشاطه بشكل كامل، من أجل مواصلة إقامة التنوع والحوار الثقافي بين القارتين، وكذلك العلاقة التاريخية بين شمال المغرب وجنوب شبه الجزيرة الايبيرية.
ويشكل المهرجان، الذي سيختتم يوم 7 ماي بمسرح آلاميدا بطريفة (جنوب إسبانيا) حيث سيتم تسليم الجوائز، مناسبة للتعريف بسينما القارة الإفريقية، ما يجعله مرجعا للسينما الأفريقية سواء في العالم الناطق بالإسبانية أو في أوروبا، حيث تمت برمجة أفلام ضمن فقرات “نظرات إسبانية” و “الجذر الثالث” الذي يتناول سينما قارة أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى أفلام مترجمة إلى الإسبانية.
وتتميز هذه الدورة بالعرض العالمي الأول للفيلم الوثائقي ( Hijos de Al-Andalus / أبناء الأندلس) للمخرجين هشام غلبان وريك ليوفستين، وهو سيناريو من إنتاج هولندي مستوحى من كتاب يحمل الاسم نفسه.
وسيتضمن كلا العرضين الفيلم القصير “لا روتوندا” للمخرجة كارمن تورتوسا، الذي يسلط الضوء على الحياة الصعبة للمهاجرين الذين يعيشون في مخيمات عشوائية في نيخار بألميريا.
وسيتم تقديم فصل دراسي حول السينما الإفريقية يقدمه الأستاذ والمبرمج خافيير إسترادا تحت عنوان “فك رموز الحقيقة” أو “عدم رضا السينمائيين الأفارقة بالواقع”، وذلك في أربع جلسات باللغة الإسبانية وعبر الانترنيت بين 29 أبريل و2 ماي، مشيرا إلى أن فترة التسجيل مفتوحة حتى 18 أبريل.
تجدر الإشارة إلى أن المهرجان الذي تأسس في 2004، أحدث ليكون فضاء لعرض الانتاجات السينمائية الإفريقية وكذا انتاجات الجاليات الإفريقية في إسبانيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
وخلال عقدين من وجوده احتضن المهرجان أهم الانتاجات السينمائية الإفريقية وانتاجات الجاليات الإفريقية. ويتعلق الأمر بأعمال مخرجين بارزين تم اختيار أفلامهم في مهرجانات دولية مثل مهرجان كان والبندقية وبرلين، وكذلك في أهم المهرجانات بإفريقيا، مثل مهرجان “فيسباكو” بواغادوغو أو مهرجان قرطاج.