رغم توسعة الطرقات، وإحداث الأنفاق، وكل المجهودات التي لا يستطيع أحد أن ينكرها على مستوى البنية التحتية في طنجة، فإن المدينة لا زلت تتنفس تحت غازات وضوضاء وزحام حركة السير.
لا زالت طنجة زحمة، وما تجر معها هذه الزحمة من قلة الرحمة بين السائقين والراجلين على حد سواء، على رأي الفنان محمد عدوية.
شعار الزحام هو التوتر وارتفاع الأصوات وتطاير اللعاب من الأفواه، خصوصا في المدارات وملتقيات الطرق، حيث يختلط الحابل بالنابل، والسائق المبتدئ بالمتمرس، والعصبي بالهادئ.. وهلمّ صداعا وضجيجا.
والمخيف هو أن كل هذا الزحام يحدث قبل أن تنطلق عملية مرحبا، وقبل أن يحل أبناء الجالية بالمدينة، ما يعني أن الزحام قد سيصبح زحامين وثلاثة ورُباع.
من المؤكد أن تسهيلات اقتناء السيارات جعلت هذه الوحوش المعدنية تملأ المدينة بشكل أكبر، إضافة إلى الدراجات النارية والتريبورتورات، التي أصبحت وسيلة توصيل طلبات ونقل لا غنى عناه، ناهيك عن أن المدينة نفسها كبرت جدا وتوسعت.
وما هو مؤكد أيضا أن وتيرة توسعة الطرق وتجهيز المدينة لكل هذا، تبقى وتيرة أقل بكثير من وتيرة تزايد عدد العربات، وهو ما يعني أن إيجاد حلّ سيقترب من المستحيل، ما لم تحدث معجزة !