لا يستطيع ساكنة طنجة أن يدعوا حاجتهم إلى مكان للاستجمام خلال الصيف، فعشرات الكيلومترات الممتدة من الشواطئ جعلت الخيارات كثيرة أمامهم، وأغنتهم عن بذل الجهد والوقت من أجل البحث عن وسيلة تسلية.
وقد دأب الطنجاويون منذ عقود على التوجه إلى الشاطئ البلدي (البلايا) بالدرجة الأولى، قبل أن يغيروا القبلة نحو مجموعة من الشواطئ، خصوصا منها تلك الممتدة على الشريط الساحلي المتوسطي، والمعروفة بمياهها النقية وقلة خطورتها.
لكن، هذه المتعة وهذه الهبة الربانية تنغصها الكثير من المظاهر التي تحول الجميل إلى بشع، والنزهة إلى مشكلة.
النفايات.. إمض ولا تلتفت
يحضر الكثير من المصطافين معهم مأكولاتهم، وهذا أمر طبيعي، لأن الاصطياف يرفع منسوب العطش والجوع بشكل كبير، خصوصا للعائلات التي تمضي يوما كاملا على الشاطئ.
لكن للأسف، فإن الكثير من المصطافين لا يهتمون كثيرا بتنظيف مخلفاتهم التي يتركونها عند المغادرة، محوّلين الشاطئ إلى مكان يمتلئ بالمخاطر الصحية والبيئية أيضا.
فالمخلفات الصلبة قد تكون خطيرة على الأطفال خصوصا وقد تسبب لهم جروحا وإصابات متفاوتة الخطورة، خصوصا الزجاج أو علب الألمنيوم الحادة، بينما تلوث المخلفات الغذائية الشاطئ، بل قد تجلب الكثير من الحشرات إلى المكان وتحوّله فعلا إلى “مكبّ نفايات”.
يقول محمد.ب، أحد المصطافين بشاطئ الغندوري “أحاول ما أمكن أن أبتعد عن الزحام لأنني أعرف أنه سيكون مكانا ملوثا في الغالب، فقليل من يراعي عامل النظافة.. إنها مسألة وعي وثقافة.. فلو أدرك هؤلاء أن نظافة المكان هي في صالحهم أيضا ما تصرفوا بهذه الرعونة”.
فوضى الألعاب.. إزعاج منقطع النظير
اللعب على الشاطئ أمر محبب للمصطافين عموما ولا مشكلة في ذلك، لكن للأسف يختار بعض الشباب ممارسة كرة القدم في قلب الزحام ووسط المصطافين، وهو ما يسبب إزعاجا كبيرا.
وسواء تعلق الأمر بكرة القدم، أو التنس، أو أي لعبة جماعية أخرى، فإن ممارستها وسط الجمع تبقى مسألة مزعجة جدا.
سألنا سيدة مسنة ترافق أحفادها عن رأيها في الظاهرة فقالت “أخاف كثيرا على الأطفال من هذه الألعاب، خصوصا أن ممارسيها لا يلتفتون إطلاقا لأي شخص و لا يأخذون الحذر اللازم، وبالتالي فإن احتمال الإصابة بضربة من هنا أو هناك يبقى واردا جدا”.
ولا يبالي فعلا أغلب ممارسي هذه الألعاب بأن الشاطئ هو ملك للجميع، وبالتالي لا يمكن التصرف فيه بحرية مطلقة، وإن كان ولا بد فعلى الأقل اختيار مكان خالٍ نسبيا لممارسة هذه الرياضة أو تلك.
إتلاف التجهيزات.. خيانة للمدينة
رغم كل الانتقادات الموجهة لها، لكن السلطات عموما تقوم بواجبها ولو من حين لآخر، وعندما يحدث هذا يأتي الرد العكسي والغريب من المواطن.
فبدلا من أن يحافظ المصطافون على عدد من التجهيزات التي تضعها الولاية أو الجماعة رهن إشارتهم في الشواطئ، كالرشاشات وغيرها، نجد أن أغلبها للأسف يتعرض للتخريب وللتعامل بلا مبالاة واستهتار كبيرين.
وتبقى ضرورة توفير حارس لكل هذه التجهيزات مسألة ملحة، لأن مراقبة المواطنين لبعضهم البعض لا تسفر سوى عن نتائج أسوأ.
وعموما، تبقى هناك الكثير من المظاهر السيئة التي من مسؤولية المواطن أن يتجنبها بل وحتى يتخلص منها تماما، ومن مسؤولية السلطات أن تحرص على القضاء عليها.