منذ الأسبوع الثاني من شهر ماي بدأت ثانويات طنجة تفرغ من تلاميذها بحجة إنهاء المقررات الدراسية المقرر لها في بداية الموسم الدراسي أن تنتهي نهاية شهر ماي أو الأسبوع الأول من شهر يونيو، حسب المستويات الدراسية.
إذن كيف نجح الأساتذة في إنهاء المقررات الدراسية قبل الأوان؟ وما هي الحلول البيداغوجية الفذة التي اكتشفوها وجعلتهم يطوون هذه المقررات الثقيلة قبل أوانها بأسبوعين أو ثلاثة؟
هذه أسئلة مشروعة يطرحها أولياء أمور التلاميذ كل سنة في مثل هذا التوقيت، خاصة بالنظر إلى الغيابات الكثيرة للعديد من الأطر التربوية بسبب الرخص المرضية أو الإضرابات المتكررة التي تنظمها النقابات أو التنسيقيات الفئوية.
وحتى لو افترضنا جدلا أن الأساتذة الأجلاء أتموا فعلا مقرراتهم الدراسية، ألا يستحق مجمل التلاميذ حصص مراجعة تشمل دروس الموسم ككل، تتبعها حصص تقويم إجمالي لإعدادهم للموسم الدراسي المقبل؟
ألا يستحق التلاميذ المتعثرون في مواد بعينها حصص دعم خاصة من أساتذتهم مادام زمن تعلمهم لا زال مفتوحا ومادامت مقاعدهم الدراسية متاحة لهم إلى غاية النهاية الفعلية للموسم الدراسي؟
هجرة التلاميذ لمقاعد الدراسة قبل الأوان في ثانويات طنجة هو عُرفٌ تساهم عدة أطراف في الحفاظ عليه وحمايته بعناية فائقة، ومنها للأسف أطر تربوية تحث، بطرق مختلفة، متعلميها على التغيب تحت داعي انتهاء المقررات الدراسية.
بل بلغ إلى علم “طنجاوة” أن بعض الأساتذة في ثانويات بطنجة يتجرؤون على طرد التلاميذ المواظبين الذين يصرون على الحضور بحجة قلة عددهم وعدم “اكتمال النصاب” لتقديم حصصهم الدراسية.
والأدهى من ذلك كله، حسب ما علمته “طنجاوة”، هو أن عددا كبيرا من الأساتذة الذين يعلنون لتلاميذهم في المؤسسات العمومية أن مقرراتهم الدراسية قد انتهت، يواصلون التدريس بجد وثبات في الثانويات الخاصة حتى النهاية الفعلية للموسم الدراسي بها، مع إنجاز كل أنشطة نهاية الموسم المختلفة.
جودة التعليم العمومي في المغرب هي في تراجع مستمر كما يعلم الجميع، وإذا كانت هيئة التدريس تلقي باللائمة دوما على باقي المتدخلين في المنظومة التربوية فإنها مطالبة اليوم بمساءلة نفسها ومراجعة سلوكاتها حتى تكون خير خلف لخير سلف.