أسدل الستار، مساء الأحد، على فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان ماطا الدولي للفروسية، المنظمة تحت رعاية الملك محمد السادس، تحت شعار “ماطا تراث ثقافي وإنساني”.
وجرى خلال اليوم الأخير من المهرجان، المنظم من قبل مؤسسة المهرجان الدولي لفروسية ماطا والجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي بشراكة مع المهرجان الدولي للتنوع الثقافي لليونسكو، المسابقة النهائية للعبة ماطا بمشاركة حوالي 310 من فرسان قبائل المنطقة، حيث كان الفوز من نصيب الفارس الذي استطاع، بفضل شجاعته ومهارته، أن يختطف الدمية والفرار بها بعيدا عن باقي الفرسان.
وجرى الحفل الختامي، الذي حضره على الخصوص عامل إقليم العرائش العالمين بوعاصم ورئيس جامعة عبد المالك السعدي بوشتى المومني، وفق التقاليد العريقة للعبة ماطا، حيث واكبت فتيات ونساء قبائل المنطقة هذه المسابقة بأغانيهن وزغاريدهن الشهيرة، التي تمتزج بصوت الغيطة والطبول، تشجيعا للفرسان للحفاظ على الفنون الشعبية لركوب الخيل وتربيتها وتدريبها، والتي تعتبر خصوصية ثقافية محلية قوية.
ويجب أن يركب المتسابقون المشاركون في لعبة “ماطا” دون سروج، مرتدين الجلباب والعمامات. ووفقًا للتقاليد الشفوية، فإن الفائز في لعبة “ماطا” هو الشخص الذي سوف يسحب الدمية من الفرسان الآخرين ويأخذها بعيدًا، باستخدام مهارته وشجاعته، ويحصل على مكافأة رائعة، حيث يصبح زوج أجمل فتاة في القبيلة.
ومن المحتمل أن تكون لعبة “ماطا” مستوحاة من بوزكاشي، وهي لعبة مشابهة ولكنها أكثر عنفا، تم استلهامها، حسب الأسطورة، من قبل مولاي عبد السلام بن مشيش خلال زيارته لابن بوخاري. إن البوزكاشي الذي يمارس في أفغانستان يتعلق بجثة عنزة يتنافس بخصوصها الفرسان بشكل شرس مما يخلف الكثير من الجرحى.
ويحتفل هذا الموعد السنوي بثقافة الأجداد التي يتم من خلالها التعبير عن الإحساس بإعادة التأهيل والشعور بالإيمان المتجذر والوطنية كمدرسة صوفية وقيم روحية وعالمية، جميع الإرث الإنساني الذي ورثه القطب عبد السلام بن مشيش إلى الشرفاء العلميين، والطريقة المشيشية الشاذلية وسكان هذه الجهة الاستثنائية.