مخيف ما وصل إليه حال الطنجاويين بعد أن فقدوا الأمل بشكل كلي في المنتخبين، وبدأوا يرفعون كل رسائلهم مباشرة إلى والي جهة طنجة محمد مهيدية.
المخيف أكثر أن تجد شخصا ينشر فيديو ويرفع شكواه إلى الوالي، حين يتعلق الأمر فقط بمصباح معطل أو بانتشار للأزبال.. أو.. أو..
أمور صغيرة كان يمكن لأي مستشار جماعي أن يقضيها في رمشة عين، بدل كل هذه النداءات للوالي الذي أعتقد أن لديه أمور أهم وأكبر بكثير كي يدبّرها ويمنحها تركيزه في مدينة منحها الملك محمد السادس اهتماماً غير مسبوق.
لم يعد الناس يثقون في المنتخبين إطلاقا، وصاروا يؤمنون بعجزهم حينا، وبتماطلهم حينا آخر، وبانشغالهم بما هو “أهم” أحيانا أخرى.
لا يفهم المواطن كيف يتم تسخير كل الإمكانيات لهؤلاء المستشارين مقابل أن يقدموا “لاشيء”.
فوسائل التنقل موجودة، والتعويضات كذلك، وربما الكثير من الصلاحيات أيضا، لكن دون أي جدوى تذكر، إلا في حالات استثنائية.. والشاذّ لا حكم له كما تقول القاعدة.
ربما فهم هؤلاء وصاية السلطة بشكل خاطئ، واعتقدوا أن الأمر يتعلق بوصاية “شرعية”، تلك التي لا تكون سوى على الصبي والقاصر، فوجدوا أنه دور لا بأس به، تحت شعار “كم من حاجة قضيناها بتركها”.
لكن الحقيقة عكس ذلك، ومسؤولية كل المنتخبين ثابتة بحكم القانون، وعليهم أن يشدوا الأحزمة وأن يتذكروا الخطابات العصماء التي كانوا يلقونها أيام الانتخابات وأن يخدموا المواطن بكل ما أوتوا من قوة، وأن يجدوا بأنفسهم مخارج لما يعترضهم من عقبات، وألا يركنوا إلى هذا الكسل الفكري والتسييري بحجة أن المواطن قادر في أية لحظة على رفع “رسالة إلى الوالي“!