يعرف الكثير من الطنجاويين أن مسار الكوميديا في المدينة بدأ فعلا مع اسمين بعينهما هما الثنائي “هشومة والحزمري”، واللذين طواهما النسيان للأسف.
وقد نجح الثنائي كثيرا في انتزاع ضحكات الطنجاويين والمغاربة عبر أثير إذاعة طنجة، من خلال عروض كوميدية مبديعة وطريفة آنذاك.
وقد استمر مسارهما الفني الكوميدي طيلة فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، خصوصا منها عروضهما الشهيرة جدّا على أثير إذاعة طنجة.
يقول محمد العربي الصحراوي “هشومة”، الذي غادر المغرب منذ سنة 1975 نحو جبل طارق، إن فرقته الكوميدية الشهيرة بـ”الثلاثي المرح”، والمكونة من هشومة والعياشي والحزمري، سجلت أول شريط لها في الستينيات وبيع منه 150 ألف نسخة، قبل أن يقدموا عددا من العروض بمسرح سرفانتيس وسينما الريف وعدد من الفضاءات الأخرى.
كما يكشف أنه كان أول مغربي يقدم عروضا مسرحية بالعربية بــ”جبل طارق”، بينما شارك – بعد انتقاله إلى إسبانيا – في أكثر من عمل مسرحي وفنّي مع مخرجين إسبان.
أما عبد النور بناني “الحزمري”، من جانبه، فيكشف أن الفرقة تمكن من إضحاك الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني من خلال عروض مباشرة قدّمتها أمامهما في فترة الخمسينيات والستينيات.
ويكشف بناني، الذي اشتغل رجل أمن قبل أن يتقاعد، أن فرقتهم تحايلت في الخمسينيات على السلطات الإسبانية وقدمت مسرحية عن نفي الملك الراحل محمد الخامس، رغم أن ذلك كان ممنوعا.