سهيل عثمان سهيل
لقد اطلعت على الرواية الرائعة “جاد الدم والغفران”، للكاتب إبراهيم مراكشي، والتي صدرت عن دار الرواية العربية للنشر والتوزيع بعمان مطلع هذه السنة (2023)
الكاتب المغربي اعتمد في روايته أسلوب جديد في إيصال رسالته “لكل قارى” كيفما كانت ديانته، ومن أي صلب، وأي بيئة سيجد نفسه فيها، سيشعر وكأنه جاد بشخصه العصري، تائه يعيش الرعب كما هو حالي، وأنا المنتمي لبلد مزقته الحرب.. أعتقد أن كل يمني، وكل إنسان عانى من ويلات الحرب، سيجد في نفسه شيء من جاد وشيء من العجوز.
ولا أخفي أنني عشت التيه بسبب الدمار والخراب الذي لحق بوطني اليمن، إلا أني اكتشفت مؤخرا، وبفضل عنصر التشويق الحاضر بقوة في الرواية “جاد الدم والغفران”، أن هذا التيه يترنح بين الانتقام والغفران، وهو ما خلق لدي دافعية الحديث عنها اثناء التنقل من صيف إلى آخر ، وتتصاعد عند كل حرف أقرأه من الرواية.
لكن حين انتهيت من قراءة هذا العمل الممتع أدركت أهمية التعرف على قيمة جهود المؤلف وشخصه قبل روايته فوجدت نفسي بطل الرواية الذي يبحث عن أسرته، يبحث عن فجوة للخروج من عالم الدم والابتعاد عن نزوة الانتقام المدفوع، وتساءلت كم من جاد يعيش بيننا ؟
ناقد أدبي وباحث في مجال الرواية – اليمن