الفقر والظروف الاقتصادية الصعبة هي أمور يواجهها العديد من الأفراد في مختلف أنحاء العالم، وطنجة ليست استثناءً.
ويعد التسول ظاهرة شائعة في المدينة، وما يزيد من تعقيد هذه الظاهرة هو استغلال الأطفال في عمليات التسول. حيث تحولت شوارع المدينة إلى ساحات للمعاناة والقسوة الاجتماعية التي يتعرض لها الأطفال.
وفقًا لشهادات عدد من الطنجاويين، فإن عدد الأطفال المتسولين في طنجة. تزايد بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
ويتم تجنيد الأطفال واستغلالهم من قبل شبكات التسول المنظمة، التي تسعى للاستفادة من حالتهم الضعيفة وتجبرهم على العمل في ظروف صعبة وغير إنسانية.
ويجبر الأطفال على التسول لسد احتياجاتهم الأساسية وأحيانًا لصالح العصابات المنظمة التي تتحكم فيهم وتستفيد من عائداتهم، حيث يتعرضون للعنف والاستغلال والإهمال، وتتعرض حقوقهم الأساسية للانتهاك بشكل مستمر.
ليلة مظلمة
في أحد الأزقة الصغيرة بمقاطعة بني مكادة، يقيم الأخوان الصغيران، أحمد وليلى (اسم مستعار) في بيت صغير متواضع.
لم يكن لديهما سوى بعض الورود والمناديل الورقية، لكن الظروف القاسية اضطرتهما للخروج في منتصف الليل لبيع هذه البضائع البسيطة.
في تلك الليلة الظلماء، كان أحمد وليلى يسيران في الشوارع المظلمة، حاملين بضاعتهما الوحيدة، وكان وجهاهما مليئين بالتعب والملل، ولكنهما لم يفقدا إصرارهما.
بينما يجتاز الأخوان الشوارع الهادئة، يبدو وكأن الحياة حملتهما عبء الفقر والمسؤوليات التي لا تناسب أعمارهما. لكنهما رفضا أن يصبحا ضحايا للظروف وقررا أن يتصدّيا لها بقوة.
وهما يواصلان مهمتهما، عثرت أعينهما على بضعة أشخاص يعبرون الشارع، حيث حاولا إقناعهم بشراء المناديل الورقية والورود، قبل أن يقوما بالجري خلف سيارة اعتقدا أنها وقفت لتشتري منهما بضاعتهما.
أحمد وليلى غادرا مقاعد الدراسة لظروف أسرية محضة، جعلتهما وفق تصريحهما لموقع “طنجاوة” يخرجان إلى الشارع من أجل البحث عن قوتهما اليومي.
استغلال الأطفال تجارة مربحة!
يقوم مجموعة من الأطفال في منطقة الكورنيش (البلايا) ببيع الورود في الشوارع كوسيلة للعيش.
ووفق المعطيات المتوفرة لـ”طنجاوة” فإن هؤلاء الأطفال يواجهون ظروفًا صعبة وتحديات يومية، رغم أن مدخولهم اليومي قد يترواح بين 250 إلى 1000 درهما يوميا، لأنه لا يذهب إلى جيوبهم، بل لصالح أشخاص آخرين.
ويعتمد هؤلاء الأطفال على بيع الورود كوسيلة لتأمين قوت يومهم وقوت عائلاتهم، وفي كثير من الأحيان يتم استغلالهم، وقد يصبحون ضحايا لبعض العصابات المنظمة المتورطة في عمليات التسول.
وبالإضافة إلى ذلك يظلون مهددين للاستغلال في أنشطة جنسية قسرية، مقابل مبالغ مالية أو عن طريق استغلال التفكك الأسري الذي يعيشونه.