لا أدري لماذا هذا التحامل الكبير على سائقي التاكسيات في طنجة من طرف المواطنين؟
التاكسي الصغير هو خدمة عمومية نحتاجها جميعا بشكل أو بآخر، وفي صالحنا أن تكون هذه المهنة أكثر تقنينا وأن يكون أصحابها في ظروف جيدة.
يرفض أغلب الطنجاويين فكرة الزيادة التي يطلبها السائقون، علماً أنها زيادة طبيعية وغير كبيرة، ولن تكلف الركاب الكثير: درهمان في الرحلة القصيرة، و 5 دراهم في حالة حمل 3 ركاب دفعة واحدة.
لا أعتقد أن أحدا منا يستعمل التاكسي 10 مرات في اليوم كي تؤثر هذه الدريهمات المعدودة على ميزانيته، ومع ذلك فهناك شبه إجماع على رفض الزيادة.
المشكلة أن هؤلاء التاكسيات منا وإلينا، وأغلبنا لديه سائق مهني في أسرته أو عائلته، أو كأبعد تقدير، بين أصدقائه.
لكن الغريب أنه يتم التعامل معهم كأنهم نزلوا فجأة من مكان مختلف، وأنهم يريدون أخذ أرزاق الناس دون وجه حق، علما أن الزيادات في الأسعار طالت كل شيء، فلماذا سيستثنى منها التاكسي.. أم تراه الحلقة الأضعف في كل شيء؟
لا أعتقد أن السلطات كانت موفقة في رفض هذه الزيادة، لأنها فعلا زيادة غير كبيرة من جهة، ولأن الأمر – كما قلنا – يتعلق ب”سرفيس” يحتاجه الجميع.
وفق آخر تقرير صحافي أجريته في وقت سابق، فإن عدد سيارات الأجرة بطنجة تجاوز 2000 سيارة، وهو ما يعني أننا نتحدث عما يزيد من 2000 أسرة طنجاوية، تعيش على مداخيل التاكسي.. فلماذا نحرمهم من هذه الزيادة التي تبدو مشروعة بعد عقود من التعامل بتسعيرة الـ5 دراهم؟
لا أريد هنا أن أتحدث عن الإكراهات التي يعيشها أصحاب التاكسيات، بين مخاطر الكريساج حيناً، وبين الزبائن “السلايتية” حينا آخر، ثم مع الباطرون والشناقة أحيانا أخرى.
أعتقد أن الأمر يحتاج فعلاً مقاربة توفيقية، تمسك فيها العصا من المنتصف، بدل حرمان هذه الفئة الكبيرة جدا من الزيادة البسيطة التي تستحقها في نظري.
أخيرا، وتجنبا لأي سوء ظن: ليس لديّ أي سائق تاكسي في العائلة.
وبه الإعلام والسلام !