صموت وبشوش، ولا يقول الكثير إلا عندما يمسك ريشته. يسير بتراخٍ وكأن لا شيء يعنيه في هذه الحياة، بينما الحقيقة أن هناك أعاصير أفكار يموج بعضها في بعض وسط ذهنه، وسؤالا كبيراً يحاصره: كيف أحول كل هذا الضجيج إلى رسمة واحدة يفهمها الجميع؟
هو عبد الغني الدهدوه، ابن مدينة طنجة المولود سنة 1973. رسام كاريكاتير عصامي، شق طريقه بصعوبة لكن بثبات إلا أن أصبح اسماً معروفا في هذا المجال الذي لا زال يصارع ليجد له مكاناً حقيقا مستقرا في المغرب، ويحتاج الكثير من الصبر والتضحية.
عرف أبناء طنجة الدهدوه كرسام كريكاتير في عدد من الجرائد المحلية في التسعينات وما بعدها بقليل، شاغب كثيرا وأبدع أكثر، لكن دون أن يحقق ما يريده من إنجاز، شخصياً وعمليا.
لكن الإصرار قادر على تحقيق المستحيل، والدهدوه لم يكن ينقصه منه شيء. فواصل التحدي رغم كل العقبات، حتى أطلت أولى الفرص الحقيقة من جريدة المساء اليومية، التي اعتمدت الدهدوه كفنان رسمي على صفحاتها، لتكون تلك أولى خطواته نحو احتراف “مهنة الكاريكاتير”.
أصبح الدهدوه إذن رساما معروفا وطنيا، وحتى عربيا، وأصبحت لمسته في جريدة المساء مما ينتظره القارئ بشكل يومي.
يشغل الدهدوه منصب رئيس الجمعية المغربية لرسامي الكاريكاتير، وكذا المنسق العام للمهرجان الوطني للكاريكاتير بشفشاون.
بعد انحسار الورقي أمام الرقمي، كان على عبد الغني أن يبدع في خلق الأفكار أيضا، فوجد له مكانا في “مارينا طنجة”، حيث أظهر الجانب الترفيهي لفن الكاريكاتير من خلال رسم وجوه المارة والعابرين مباشرة.
خلق الدهدوه إذن جوا من السعادة والغبطة في المكان، برسوم انتزعت الضحكات من أصحابها، وتسابق الطنجاويون للظفر برسوم كاريكاتيرية لهم هناك.
الدهدوه حاصل على درع الشرف لجائزة الكاريكاتير العربي سنة 2012، والجائزة الثانية في المسابقة الصينية العالمية سنة 2018، وأخيرا درع الشرف بجائزة مهرجان القدس الدولي بإيران، خلال نفس السنة.