بلال الدواس من طنجة
بعد النتائج المبهرة التي حققها المغرب مؤخرا ظن غالبية المتابعين أن المواجهات مع المنتخبات الإفريقية ستكون أسهل، متناسين أن كرة القدم الحديثة لا يمكن أن تربح نظريا، بل تحتاج إلى العمل المستمر والتفكير المتواصل والتخطيط غير المنقطع، مع بعضٍ من الحظ، حتى تقوى على تحقيق ما تصبو إليه.
أسباب التعادل المخيّب
تظافرت أسباب كثيرة لتمنع المنتخب المغربي من تحقيق نتيجة إيجابية في المبارتين الأخيرتين سواء مع بيرو أو مع الرأس الأخضر حيث عجز الفريق في المباراتين من تسجيل أي هدف وخرج بالأصفار، وتعود هذه النتيجة إلى ما يأتي:
– غياب الحافزية النفسية للفوز في اللقاءين بعد إنجاز كأس العالم إذ أن اللاعبين لا زالوا يعيشون الحلم ولم يستيقظوا من حلاوته.
– معظم لاعبي المنتخب المغربي يعيشون تحوّلات كبيرة في مسيرتهم الاحترافية وخصوصا اننا في نهاية الموسم إذ يبحث كل لاعب عن سلامة بدنية تخوّل له الانتقال إلى نادٍ آخر، لهذا كانوا يخافون من الالتحامات البدنية القوية التي تؤدي إلى الإصابة.
– غياب أهم لاعبين في منظومة الركراكي وهما عز الدين اوناحي وسليم أملاح واللذّين يشتغلان بشكل كبير في إخراج الكرة من خط الوسط والمرور بها بشكل سلس إلى الأمام لصناعة الفرص السانحة.
– مزاجية بعض اللاعبين مثل زياش وعمران لوزا وحمد الله وآخرين ضيعوا على الفريق هجمات كانت بإمكانها ان تفك قفل مرمى الرأس الأخضر.
بضاعتنا ردت إلينا
منتخب الرأس الأخضر لدغ المغرب من الجحر نفسه الذي ضرب به الركراكي خصومه في المونديال، 4 -1- 4 – 1، مع سد المنافذ والثغرات والتركيز الذهني الكبير مع استغلال الهجمة المرتدة والمساحات خلف ظهر المدافعين.
الخلاصة
مباراة للتجريب والتعرف على السيناريوهات المحتملة في كأس إفريقيا المقبلة مع منتخبات إفريقية قوية بدينيا، وتطورت تكتيكيا، ولن يكون من السهل الانتصار عليها وإن كنت تملك لاعبين في كبريات الأندية العالمية، لهذا يجب على وليد الركراكي الاشتغال أكثر للبحث عن الوصفة الممكنة لتحقيق الانتصارات وإن غابت الركائز الأساسية فلابد أن تكون البدائل في مستوى المهمة.