أكدت منظمة الهجرة الدولية أن سنة 2022 كانت سنة مأساوية فيما يخص الهجرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث شهدت المنطقة معظم حالات الوفاة أثناء الهجرة على مستوى العالم.
وأحصى مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة 203 حالات وفاة على الطرق البرية في شمال إفريقيا، أكثر من نصفها حدث أثناء عبور الصحراء الكبرى، وحدثت غالبية الوفيات الموثقة في الطرق البرية بشمال إفريقيا في ليبيا (117)، ثم الجزائر (54)، ثم المغرب (13)، وترجع أسباب هذه الوفيات بالأساس إلى حوادث السيارات، ثم الظروف البيئية ونقص الغذاء والماء والمأوى.
وبخصوص الطرق البحرية، فقد توفي ما لا يقل عن 2406 مهاجرين في البحر المتوسط عام 2022، مما يجعله العام الأكثر دموية منذ 2017، وقد لقي 611 شخصا على الأقل حتفهم غرب المتوسط، في الطريق من المغرب والجزائر نحو إسبانيا.
وبالتحديد، فقد لقي ما لا يقل عن 47 شخصًا مصرعهم في سواحل شمال المغرب، وبالإضافة إلى ذلك، فقد ما لا يقل عن 45 شخصًا حياتهم أثناء عبورهم إلى المدينتين المحتلتين سبتة (16) ومليلية (5)، وكذلك في الفنيدق (1) والناظور (23)، وشهد الطريق بين الناظور ومليلية وفاة مأساوية لمهاجرين أثناء محاولتهم العبور نحو الثغر المحتل في يونيو 2022.
واشارت المنظمة في تقريرها الإقليمي السنوي إلى استمرار نمط الوفيات أثناء العبور لسبتة ومليلية، فقد لقي 45 شخصًا مصرعهم أيضًا على هذا الطريق في 2021.
ومن بين المتوفين في الطريق من غرب البحر الأبيض المتوسط، يوجد 83 جزائريًا و 26 مغربيًا، و40 من إفريقيا جنوب الصحراء، و 26 من الشرق الأوسط.
وبخصوص طريق غرب إفريقيا للمحيط الأطلسي، فقد أبرز التقرير أنه ورغم انخفاض عدد الوافدين عبر الطريق المؤدي إلى جزر الكناري في عام 2022 مقارنة بعام 2021، إلا أن عدد الأرواح المفقودة ظل مرتفعًا، وكذلك التحديات في تحديد مصير القوارب التي تبحر في المعابر المحفوفة بالمخاطر.
وتوفي ما لا يقل عن 559 شخصًا في هذا الطريق خلال عام 2022، بانخفاض عن عام 2021 (1126)، وهو العام الأكثر دموية على هذا الطريق منذ عام 2014، ومن عام 2020 (877).
ومع ذلك، تشير التقارير الواردة من منظمات المجتمع المدني إلى أن هذا العدد أقل من اللازم، حيث قدرت المنظمة غير الحكومية “كاميناندو فرونتيراس” وجود 1784 حالة وفاة في عام 2022، على طريق المحيط الاطلسي نحو الكناري.
وحسب المنظمة، فقد وقعت غالبية الوفيات على هذا الطريق قبالة سواحل شمال إفريقيا حيث لقي 349 شخصًا حتفهم في 16 حادثة غرق سفينة. بالإضافة إلى الجثث التي يتم العثور عليها دون صلتها بحطام القوارب المعروفة، سواء بالشواطئ المغربية او بجزر الكناري.
وأفادت المنظمة أن رفات 66% من الأشخاص الذين لقوا حتفهم في هذا الطريق مفقودة، بينما لم يتم التعرف على 84 في المائة من الجثث.
لكن ومن بين 111 شخصًا تم تحديدهم حسب الجنسية، كان 74 شخصًا من المغرب.
ومن بين 3329 شخصًا تم تحديدهم حسب الجنسية من بين أولئك الذين ماتوا أثناء الهجرة في عام 2022، جاء 828 شخصًا من الدول العربية.
وحدثت معظم وفيات مواطني منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هذه المنطقة نفسها، حيث توفي 78 في المائة في البحر الأبيض المتوسط (643)، بينما توفي 74 شخصًا على طريق غرب إفريقيا في المحيط الأطلسي (جميعهم مغاربة)، و58 في شمال إفريقيا (من السودان ومصر)، و 35 في أوروبا (سوريون بالأساس)، و16 في غرب آسيا (معظمهم سوريون في تركيا) وسودانيان في غرب إفريقيا.
وبخصوص أكبر دول المنشأ للمهاجرين العرب، تأتي الجزائر في المقدمة بـ (213)، ثم سوريا (177) ، ثم تونس (160) ، فالمغرب (106)، ثم السودان (76) ومصر (42).