كشفت مصادر إعلامية إسبانية أن قيمة الديون التي تراكمت على جماعة طنجة بلغت 310 مليون سنتيم، حيث تواصل هذه الأخيرة “تجاهل دفع الغرامات وكذا مطالب بلدية فيتوريا بترميم قصر “ألابا إسكيبيل” التاريخي بمدينة فيطوريا-غستييز”.
وتحذر بلدية فيطوريا جماعة طنجة أنها ستتخذ إجراءات أخرى، في حال واصلت جماعة طنجة تجاهل طلبات البلدية المتكررة.
ويصل عدد الغرامات التي تسمح بها اللوائح القانونية بإسبانيا إلى 10 غرامات، وفق ذات المصادر دائما، ومن ثمّ يكون من حق البلدية الشروع في عملية المصادرة.
ومؤخرا، تم ضم قصر “ألابا إسكيبيل” إلى “اللائحة الحمراء” للأبنية المهددة بالانهيار بالمدينة، خصوصا أن القصر مسكون من طرف بعض الأسر، ومهدد فعلا بخطر تداعي أجزاء كبيرة من أرضيته وأسقفه.
ويقترح أعضاء بلدية فيطوريا أن يتم إصلاح القصر على حسابها، ثم تحميل جماعة طنجة فاتورة هذا الإصلاح، مهددين بأن الحل الأخير سيكون هو “مصادرة القصر”، لأن الأهم في الأخير هو سلامة السكان.
يذكر أن المجلس الجماعي السابق، الذي ترأسه محمد البشير العبدلاوي، كان قد كشف أنه دفع 250 مليون سنتيم كتكاليف لاسترجاع القصر، شاملة أجور المحامي وتكاليف الورثة.
ذات المجلس عاد وبرمج في إحدى دوراته مشروعا لتفويت القصر للدولة المغربية مقابل درهم رمزي، بسبب ما وصفها حينها بــ”الأزمة المالية”، وهو المشروع الذي يبدو أنه لم يفعّل بشكل رسمي، حيث لا زالت بلدية فيطوريا تعتبر جماعة طنجة المالك الأصلي للقصر.
وفي عهد المجلس الحالي، الذي يرأسه منير ليموري، يبدو أنه كانت هناك محاولة للتواصل وإيجاد حل، لكنها توقفت من جانب جماعة طنجة.
تكشف نائبة عمدة فيطوريا، آنا أوريغي، ما حدث فتقول “حضر ممثل لجماعة طنجة وكان مهتمًا بكل الأمور المتعلقة بالقصر. كان يجمع كل المعلومات عن الديون المستحقة وعن مشروع الأشغال، حتى أنه طلب منا الاتصال بالمهندس المعماري، كما طلب منا رقم حساب مجلس المدينة لدفع الغرامات”.
وتضيف المتحدثة، في تصريحات لوسائل إعلام محلية “للأسف لم يتم دفع الغرامات. بل إن الشخص الذي اتفق معنا اختفى فجأة دون سابق إنذار ولم يعد بإمكاننا الاتصال به”.
وتواصل “في ذلك الوقت كان لا زال لدينا بصيص من الأمل، لكن الالتزامات لم يتم الوفاء بها، ولم تعد جماعة طنجة ترد على اتصالاتنا، لتبقى القضية معلقة”.
حريٌّ بالذكر أن تاريخ بناء قصر “ألابا إسكيبيل” يعود إلى سنة 1488، وكان الثري الإسباني الدوق دي طوفار، المتوفّي سنة 1953، قد وهب القصر، من بين أملاكٍ أخرى، إلى مدينة طنجة وسكانها.
القصر شهد أيضا عددا من الأحداث التاريخية، حيث كان الزوار، مثل فرانسيسكو الأول ملك فرنسا، يقيميون به لفترة، وكذلك دوق ويلينغتون، الذي ربح مع الجنرال ألابا معركة فيتوريا، والتي كانت بداية تراجع الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابارت.