لا زالت تصرفات حيتان الأوركا بمضيق جبل طارق تثير حيرة العلماء والمهتمين من البحارة، بعد أن أصبح سلوكها عدوانيا، وهاجمت أكثر من مركب مؤخرا.
آخر هذه الهجمات تعرض لها بحار برازيلي، كان ينتقل من لشبونة البرتغالية نحو إيبيزا الإسبانية، حيث فوجئ بعدد من هذه الحيتان وهي تضرب قاربه.
قال البحار في تصريحات لوسائل إعلام متخصص في عالم البحار “في البداية اعتقدت أن المجموعة سترافقني فقط، كما يحدث غالبا. لكنها فجأة بدأت الاصطدام بالقارب، لأكتشف أنني محاصر بـ8 منها”.
وأضاف “لقد تمكنوا من كسر الدفة فعلا، لكن مركبي تقليدي جدا، واستطاع مقاومة الضربات دون خسائر كبيرة ودون أن يتعرض للغرق”.
وكانت حادثة حيتان الأوركا التي هاجمت مؤخرا قاربا بريطانيا قرب سواحل طنجة، قد دفعت عددا من العلماء المتخصصين في سلوك الحيوان إلى النظر بريبة للسلوك الجديدة للأوركا المعروفة بـ”الحيتان القاتلة”.
ووفق موقع Live science فإن ما حدث بسواحل طنجة، وقبله حادثة أخرى قرب سواحل إسبانيا، يعني أن هذه الحيتان “قد تتعلم سلوكًا عدوانيًا من بعضها البعض”.
يقول عالم الأحياء ألفريدو لوبيز فرنانديز إنه، رغم أن معظم المواجهات غير ضارة، “فإن ثلاثة من أصل 500 مواجهة مسجلة أدت إلى غرق السفن منذ عام 2020”.
ويضيف المتحدث أن الحيتان القاتلة “تلامس سفينة واحدة فقط من بين كل مائة تبحر عبر الموقع”، موضحا أن السلوك الدفاعي لدى الأوركا يقوم على الصدمة وأنها تفعل ذلك عن قصد “على الرغم من أن الدافع الدقيق غير معروف”.
ووفقًا لوبيز فرنانديز، فإن هناك نظرية غير دقيقة أو مؤكدة مفادها أن أنثى أوركا كانت قد اصطدمت بقارب أو وقعت في شراك أثناء الصيد غير القانوني، “وتسبب هذا الحدث فيما يسميه العلماء “لحظة حرجة من العذاب”.. لتبدأ بعده حيتان الأوركا في صدم القوار”.
ويخشى عالم الأحياء أن هذا السلوك قد ينتشر بين حيتان الأوركا “حيث من المحتمل أن يقوم الصغار بتقليد والديهم دون حاجة لتعليمهم مباشرة”.
من جانبهم، يرى علماء آخرون، بما في ذلك باحثة الأوركا “ديبورا جايلز”، أن السلوك قد يكون مرحًا بطبيعته وليس عدوانيًا.
يذكر أن الحيتان القاتلة هي أكبر أعضاء عائلة الدلافين، حيث يصل وزنها إلى 6 أطنان وتقريباً بحجم حافلة مدرسية، تتميز بألوانها الأبيض والأسود.
وفي المجمل، لا تشكل الأوركا تهديدا للبشر، لكنها قد ترغب في مطاردة القوارب، مما قد يثير الذعر في أصحابها، وربما حدوث انقلاب للقارب لاحقا.
يشار أيضا إلى أن اسم “الحوت القاتل” يطلق عليها لأنها “قتلة حيتان”، وليس قتلة بشر.