Close Menu
  • الرئيسية
  • مـجتمـع
  • سياسة
  • رياضة
  • اقتصاد
  • ثقافة وفنون
  • لكم الكلمة
  • عدالة وحوادث
  • من الشمال
  • أخبار وطنية
  • الـمـزيــد
    • دوليات
    • من المهجر
    • مثير للجدل
    • كاريكاتير
    • روبورتاج
    • بيبل
    • من وحي الكلم
    • زووم
تصفح النسخة الورقية
تصفح النسخة الورقية

إقــرأ الـمــزيـد

سلطات الملحقة الإدارية السابعة بمسنانة تشرع في حملة لتحرير الملك العام وتنظيم واجهات البنايات

مايو 20, 2025

حصري.. محاولة تهريب حشيش في واد محاذ لتجزئة الغندوري تنتهي بهروب “جيت سكي” واختفاء الحافلة

مايو 19, 2025

العثور على جـ،،ـثة شاب مشنوقا بغابة الرهراه بطنجة في ظروف غامضة

مايو 19, 2025

جمعية الرحالة تطلق النسخة الرابعة من أيام المشي في الطبيعة

مايو 19, 2025
فيسبوك يوتيوب الانستغرام X (Twitter) تيكتوك
الثلاثاء, مايو 20
طنجـاوة H24
  • سلطات الملحقة الإدارية السابعة بمسنانة تشرع في حملة لتحرير الملك العام وتنظيم واجهات البنايات
  • حصري.. محاولة تهريب حشيش في واد محاذ لتجزئة الغندوري تنتهي بهروب “جيت سكي” واختفاء الحافلة
  • العثور على جـ،،ـثة شاب مشنوقا بغابة الرهراه بطنجة في ظروف غامضة
  • جمعية الرحالة تطلق النسخة الرابعة من أيام المشي في الطبيعة
  • طنجة تحتفي بمرور 20 سنة على إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
  • شاب يفقد حياته غرقا في بحيرة سيدي حساين ضواحي طنجة
  • كتاب جديد يُفكك واقع الطفولة ويقترح بدائل علمية لخدمة الإنسان
  • جماعة ملوسة.. ملعب قرية الرمان يتحول إلى “فخ” لممارسي الرياضة
فيسبوك يوتيوب الانستغرام X (Twitter) تيكتوك
Tanjaoua
  • الرئيسية
  • مـجتمـع

    سلطات الملحقة الإدارية السابعة بمسنانة تشرع في حملة لتحرير الملك العام وتنظيم واجهات البنايات

    مايو 20, 2025

    حصري.. محاولة تهريب حشيش في واد محاذ لتجزئة الغندوري تنتهي بهروب “جيت سكي” واختفاء الحافلة

    مايو 19, 2025

    العثور على جـ،،ـثة شاب مشنوقا بغابة الرهراه بطنجة في ظروف غامضة

    مايو 19, 2025

    جمعية الرحالة تطلق النسخة الرابعة من أيام المشي في الطبيعة

    مايو 19, 2025

    طنجة تحتفي بمرور 20 سنة على إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

    مايو 19, 2025
  • سياسة

    صراعات داخلية تعصف بحزب “الاتحاد الدستوري” بطنجة.. الزموري يفقد السيطرة وكُرة الخلافات تكبر

    مايو 14, 2025

    الملك محمد السادس يترأس مجلسا وزاريا هاما ويصادق على قوانين ومراسيم عسكرية وتعيينات عليا واتفاقيات دولية

    مايو 12, 2025

    الاتحاد الاشتراكي يواصل إعادة هيكلة فروعه المحلية بطنجة

    مايو 10, 2025

    رئيس جماعة أصيلة يغلق أبواب المجلس ويُشهِر “قانون بنعيسى” في وجه الصحافيين

    مايو 6, 2025

    اتهامات بالتقصير وسوء الإنجاز تلاحق مشروع تهيئة واد بوحوت.. ومستشار جماعي يطالب الوالي التازي بالتدخل

    مايو 4, 2025
  • رياضة

    أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة .. المنتخب المغربي يحرز الميدالية الفضية

    مايو 19, 2025

    كأس أمم إفريقيا تحت 20 سنة: أشبال الأطلس يتطلعون إلى النهائي بعد التأهل للمونديال

    مايو 14, 2025

    أشبال الأطلس في اختبار حاسم أمام سيراليون لحجز مقعد بالمونديال وتحقيق الحلم الإفريقي

    مايو 11, 2025

    اتحاد طنجة يزيح شبح النزول بفوز ثمين على النادي المكناسي

    مايو 8, 2025

    أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة.. المغرب يتأهل لربع النهائي بفوزه على تونس (3-1)

    مايو 7, 2025
  • اقتصاد

    رقم معاملات قياسي.. مجموعة طنجة المتوسط تواصل ترسيخ موقعها كقطب تجاري عالمي

    أبريل 30, 2025

    نقاش رمضاني بطنجة حول تدبير الموارد البشرية ورهان تطوير المقاولات الصغرى

    مارس 23, 2025

    تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج تفوق 9,45 مليار درهم خلال يناير

    مارس 4, 2025

    النشاط الصناعي.. ارتفاع الإنتاج والمبيعات في يناير

    مارس 1, 2025

    وفد برلماني إفريقي رفيع يحل بطنجة في زيارة لميناء طنجة المتوسط

    فبراير 21, 2025
  • ثقافة وفنون

    “قصتي مع التراث”.. أحمد الطلحي يصدر سيرته الذاتية من نافذة التراث

    مايو 5, 2025

    أمسية “ربيع الشعر” تُضيء فضاء أحمد بوكماخ بطنجة وتستحضر أجيال القصيدة

    أبريل 16, 2025

    سفارة السلفادور بالمغرب تحتفي بالفن التشكيلي بأضخم معرض في إفريقيا بمعهد ثيربانتيس طنجة

    أبريل 5, 2025

    ندوة فكرية بطنجة تناقش مسار العمل الجمعوي النسائي وتحدياته

    مارس 22, 2025

    شعراء يحتفون بالكلمة في ضيافة المقاومة بطنجة

    مارس 20, 2025
  • لكم الكلمة

    طنجة والمونديال.. حين تسبق الشعارات الإنجاز

    مايو 13, 2025

    من الإكستازي إلى الكوكايين وغاز الضحك.. خريطة الهلاك تسكن أزقة طنجة

    أبريل 24, 2025

    متى تتخلص بلادنا من مخدر “السيليسيون” القاتل؟

    أبريل 6, 2025

    حسن الحداد يكتب: تحليل نقدي لجماعة العدل والإحسان

    أبريل 2, 2025

    حسن الحداد يكتب: هل انزلقتم إلى حد استغلال القضية الفلسطينية في تصفية الحسابات السياسية الضيقة؟

    مارس 31, 2025
  • عدالة وحوادث

    توقيف 5 أشخاص بتهمة الاحتيال والسرقة تحت التهديد بطنجة

    نوفمبر 9, 2023

    هجوم جديد لحيتان الأوركا على أحد القوارب قبالة سواحل طنجة

    نوفمبر 7, 2023

    طنجة.. فرقة محاربة العصابات توقف جانحاً متورطا في الضرب والجرح

    نوفمبر 6, 2023

    بكل من سلا وطنجة.. توقيف متورطين في ترويج المخدرات والمؤثرات العقلية

    نوفمبر 2, 2023

    شرطي يضطر لإشهار سلاحه في وجه أحد الأشخاص إثر حادثة سير بطنجة

    نوفمبر 1, 2023
  • من الشمال

    مقاطعة طنجة المدينة.. قرار من الوالي التازي بفتح باب الترشح لتعويض الشرقاوي

    نوفمبر 25, 2024

    شحنة “حشيش” تطيح بإسباني بمعبر سبتة

    ديسمبر 18, 2023

    العرائش.. انت.حار سجين باستعمال سرواله

    ديسمبر 7, 2023

    أمن تطوان يوقف مشتبه في سطوه على وكالة لتحويل الأموال

    نوفمبر 24, 2023

    1000 مهاجر إفريقي يحاولون اقتحام سياج سبتة وإصابات في صفوف الأمن

    نوفمبر 17, 2023
  • أخبار وطنية
  • الـمـزيــد
    1. دوليات
    2. من المهجر
    3. مثير للجدل
    4. كاريكاتير
    5. روبورتاج
    6. بيبل
    7. من وحي الكلم
    8. زووم
    9. مشاهدة الكل

    الأمين العام للأمم المتحدة ينفي مزاعم حرب في الصحراء المغربية

    أكتوبر 15, 2023

    برشلونة يحقق الانتصار الثاني على التوالي في عصبة الأبطال على حساب بورتو

    أكتوبر 4, 2023

    ريال مدريد ينتصر على خيرونا ويعتلي صدارة الليغا

    سبتمبر 30, 2023

    فرنسا.. تراجع شعبية الرئيس إيمانويل ماكرون

    سبتمبر 23, 2023

    فرنسا: أب مغربي يسلم نفسه بعد ارتكاب مجزرة في أسرته

    نوفمبر 30, 2023

    مغاربة سبتة يشتكون صعوبة إيصال المساعدات لمتضرري الزلزال

    سبتمبر 15, 2023

    طنجاوة العالم.. أمنية البقالي الطاهري تصدر أول كتاب لها بالكطلانية

    سبتمبر 3, 2023

    توزيع 30 ألف نسخة من المصحف بميناء طنجة المتوسط

    أغسطس 30, 2023

    مقهى “لادريس”.. قصة حكم قضائي عكس إرادة حقيقية لردع “لوبي” الشيشة بطنجة

    يونيو 30, 2024

    احتلال الملك العمومي يتواصل بطنجة دون رقابة أو ردع

    نوفمبر 2, 2023

    ليموري: الانتخابات الإسبانية أخرت حسمَ موضوع قصر “ألابا”

    أكتوبر 31, 2023

    سكان حي الموظفين يشتكون من الحالة المزرية لملعب القرب رقم 45

    أكتوبر 18, 2023

    ذئاب بشرية تتربص

    أغسطس 17, 2023

    غزو الروبوتات والذكاء الاصطناعي

    يوليو 29, 2023

    كاريكاتير.. الفرق بين زراعة النخيل والأشجار

    يوليو 26, 2023

    توزيع أكياس.. وأكباش

    يونيو 27, 2023

    ترك لينزف 4 ساعات.. حقوقي يُطالب بفتح تحقيق عميق في وف..اة تلميذ ضحي..ة طعنة بمستشفى محمد الخامس

    نوفمبر 23, 2024

    النقل السري في مدينة طنجة.. شرّ لا بد منه؟

    نوفمبر 7, 2023

    قصر مولاي حفيظ بطنجة.. إرث معماري بعبق عربي مورسكي

    سبتمبر 28, 2023

    حمالو “الكراريص” بطنجة.. مهنة “للمسنّين فقط” تتجه نحوَ الانقراض

    سبتمبر 2, 2023

    “نجوم الموضة” يعرضون تصاميمهم بطنجة وحنان أوقديم تفرض نفسها ضمن الوجوه الصاعدة

    يونيو 5, 2024

    سباق الذكاء الاصطناعي ..”غوغل” تبدأ العمل بنموذجها الجديد Gemini

    ديسمبر 7, 2023

    وفاة الفنان المصري أشرف عبد الغفور إثر تعرضه لحادثة سير

    ديسمبر 4, 2023

    “واتساب” تعلن عودة ميزة “العرض لمرة واحدة” عبر الحاسوب

    نوفمبر 28, 2023

    حرمان مجموعة من أحياء بمدينة طنجة من عدادات الماء والكهرباء انتهاك لحقوق الإنسان وكرامته

    يناير 8, 2025

    “مجموعة الخير”.. الطمع طاعون والعبرة لمن يعتبر

    ديسمبر 25, 2024

    طنجة.. الحفر بدل الحدائق!

    ديسمبر 14, 2024

    أخريف.. لاعب غريق وجـ،،ـثته أسيرة لنظام بلا رحمة

    ديسمبر 4, 2024

    وفاة أكبر معمر في العالم

    أبريل 3, 2024

    ISMAGI وكلية BOREAL يدشنان جسراً أكاديمياً جديداً بين المغرب وكندا

    مارس 1, 2024

    ميزة جديدة على واتساب تتيح إرسال رسائل صوتية تسمع ثم تختفي!

    ديسمبر 9, 2023

    “غوغل” تعتزم حذف حسابات “جيميل” غير النشطة في دجنبر المقبل

    نوفمبر 20, 2023

    “قصتي مع التراث”.. أحمد الطلحي يصدر سيرته الذاتية من نافذة التراث

    مايو 5, 2025

    أمسية “ربيع الشعر” تُضيء فضاء أحمد بوكماخ بطنجة وتستحضر أجيال القصيدة

    أبريل 16, 2025

    سفارة السلفادور بالمغرب تحتفي بالفن التشكيلي بأضخم معرض في إفريقيا بمعهد ثيربانتيس طنجة

    أبريل 5, 2025

    ندوة فكرية بطنجة تناقش مسار العمل الجمعوي النسائي وتحدياته

    مارس 22, 2025
طـنـجـاوةطـنـجـاوة
Home » الحضرة الشفشاونية: غناء الذاكرات المادحات في المغرب

الحضرة الشفشاونية: غناء الذاكرات المادحات في المغرب

طــنـجـاوةبواسطة طــنـجـاوةيوليو 4, 202311 دقائق
شاركها
فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني

في بيوت مدينة شفشاون، ومنذ بدايات القرن العاشر الهجري، أقامت النساء فن الحضرة الشفشاونية، حيث الجلوس في حضرة الله، وحضور القلب المؤمن، والانشغال بذكر المولى سبحانه وتعالى، ومديح سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. ظل هذا النوع من الغناء، مستمراً كطقس ثابت، وجزء أساسي من الحياة الاجتماعية والدينية، ينتقل من جيل إلى آخر، وترثه الفتيات عن الأمهات والجدات، وتمارسه في التجمعات النسائية الخاصة داخل البيوت، حيث السكينة والأمان التام، والحفظ من أي جرح أو أذى، فلا وجود لرجل ولا مكان لغريب. كانت النساء المغربيات يجتمعن في دار من الديور، وتتصدر صاحبات الصوت الجميل، والحافظات لمتون الذكر وقصائد المديح، والمتقنات لضرب الدفوف والطبول وضبط الإيقاع، والمؤديات لبعض الحركات الصوفية. ومن لا تجيد أياً من هذه الأمور، فإنها تجلس لتسمع وترى، وقد يلهج اللسان بالذكر جهراً أو سراً، وإن لم يردد اللسان، فالقلب يردد.
لا تخفى مكانة التصوف في المغرب، وأثره الممتد في التصوف الإسلامي عموماً، فالتصوف ضارب بجذوره العميقة هناك، ومن هناك انتشرت هذه الثقافة، وانتقلت إلى بعض الدول الأخرى، كمصر التي تحتضن مقامات وأضرحة أقطاب المتصوفة، والأولياء الصالحين الذين جاءوا إليها من المغرب، وتتبع طرقاً في التصوف، ترجع أصولها إلى المغرب أيضاً. فالإسلام واحد، لكن لكل بلد ثقافته الإسلامية، وانعكاسات تجاوبه وتفاعله مع الدين الحنيف، التي تتجلى وتظهر في الفنون والعلوم والآداب، والمعمار والفكر والفلسفة، وما إلى هنالك من ميادين ومجالات. أما شفشاون، فلم يكن غريباً أن ينشأ فيها، وينبع منها هذا الفن الرائع، فهي مدينة يحفها الجمال ويحيط بها من كل جانب، يسكن في قلبها، ويعشش بين دروبها وأزقتها. ولا يتوقف الأمر عند الجمال وحده، وإنما يكمن السر الأكبر في الخيال، الخيال الخاص بهذه المدينة، أو الخيال الذي تصنعه رؤية هذه المدينة، بألوانها وطبيعتها، وتدرجاتها ومنحنياتها، وأقواسها وزخارفها.

أرحوم البقالي وإحياء التراث

في ذلك الزمان القديم، وعلى أرض شفشاون جوهرة المغرب الزرقاء، كان الذكر يتصاعد من البيوت بأصوات النساء، إلى السماوات العلى، ومنها تتنزل البركات. واليوم، على يد الفنانة والأستاذة الأكاديمية أرحوم البقالي، يتصاعد فن الحضرة الشفشاونية، ويُسمع في أرجاء العالم كله، منذ أن أسست فرقة الحضرة الشفشاونية سنة 2004، وأبهرت السامعين على اختلاف ألسنتهم وثقافاتهم، بهذا الفن الأنثوي الشفشاوني، المغربي الخالص، من خلال جولاتها الأوروبية، ومشاركاتها في أهم المهرجانات الموسيقية، شرقاً وغرباً. عملت أرحوم البقالي على تنضيد هذا الفن، وأعادت إليه زهوه وسطوعه، وفتحت نوافذ البيت وأبوابه، ليصل نوره إلى الجميع، ويتردد صداه في كل مكان. فقد ظلت الحضرة الشفشاونية، قائمة داخل بيوت شفشاون، متداولة بين النساء فقط، حتى أتت أرحوم البقالي بمشروعها الثقافي الكبير، فأتاحت معرفة هذا الفن ومتعة اكتشافه، وهو الذي لم يكن معروفاً، ربما لدى الكثير من المغاربة في المدن الأخرى، إلا من حظيت بفرصة الحضور في أحد البيوت الشفشاونية، ومعاينة هذا الفن على طبيعته الأصلية. أرحوم البقالي فنانة مغربية وأستاذة أكاديمية، درست في المعهد العالي للموسيقى في شفشاون، وتخصصت في الموسيقى الأندلسية، ثم صارت أستاذة من أساتذة المعهد، تعمل على تدريس النشء من الطلبة والطالبات، وتقوم برعاية المواهب وإعدادها. كما أنها ملحنة أيضاً، تلحن الكثير من مقطوعات الحضرة، بالإضافة إلى الإعداد الموسيقي والإيقاعي بطبيعة الحال، وتغني مع أعضاء فرقتها، وتجيد العزف على البيانو والعود والآلات الإيقاعية، وضليعة في الصولفيج الذي تقوم بتدريسه أيضاً.وهي باحثة في التراث، تقوم بجمع القصائد والأزجال واختصارها، والاختيار من بين أبياتها ومقاطعها، وهي المسؤولة كذلك عن الأزياء التقليدية القديمة، وما ترتديه نساء الحضرة، بل إنها كانت تبحث عن القطع الأصلية العتيقة، المتوارثة عن الأمهات والجدات. وتقوم بتنسيق الأداء الحركي لبعض أعضاء مجموعتها، فهي تعتني بهذا الفن من جميع جوانبه، وتحرص على تقديمه في أبهى وأدق صورة ممكنة.

وما تقوم به السيدة أرحوم البقالي، يعد فعلاً ثقافياً رائداً، فإحياء التراث والحفاظ عليه أمر عظيم، وبالإضافة إلى ما بذلته من جهد هائل على مدى السنوات الماضية، ولا تزال تبذله حتى الآن، يظل من أكبر محاسنها حقاً، تقديرها لقيمة هذا الفن وفهمها لأهميته، وتعاملها معه بالحرص اللازم والدقة المطلوبة، حين يتم التعامل مع أي قطعة فريدة من التراث، سواء كانت هذه القطعة مادية أو معنوية. فلم تُخرج أرحوم البقالي هذا الفن، الذي كان معززاً مكرماً داخل البيوت، ومؤدياته المحجوبات وراء الجدران وخلف الأبواب، لتتركه يضل الطريق ويفقد هويته، أو لتصير مؤدياته كمؤديات أي فن آخر، بل إنها صانت هذا الفن كأثمن ما تمتلك، وكرست الجهد والوقت وسنوات العمر، من أجل إحيائه وإعداد كوادره المستقبلية، واعتنت به أشد العناية، وحدثته دون إفساد أو إخلال، بصفاته وحقيقته وجوهره، فلمع وتألق وأضاء بين يديها، وازداد رونقاً على رونقه. فقد سخرت معرفتها الموسيقية وعلمها الأكاديمي، من أجل إظهار جماليات هذا الفن، واللافت هنا، أن الأكاديمية لم تكن كارثة حلت على الفن، كما نرى في بعض التجارب، التي سعت إلى التعامل مع التراث في الدول العربية، فأرحوم البقالي لم تتعالَ بأكاديميتها، على فن الحضرة الشفشاونية، ولم تحوله إلى شيء آخر، فاقد للمعنى ممسوخ الهوية، ولم تجعله جافاً صلداً، جامد الروح، دون أي اكتراث بذوق المستمع وعاطفته، أو إمكانية فهمه لما يقدم إليه، ودون إدراك لخطورة خلق الغربة والانفصال النفسي، بين المتلقي وتراثه الذي يتم العبث به. خلقت أرحوم البقالي نموذجاً مضيئاً مشرقاً للحفاظ على التراث، وبمثل هذا تحيا ثقافات الأمم، وتتم مقاومة المحو والاندثار.

روحانية الغناء وجمالياته

في جو من الوقار والحشمة والخشوع، تقدم أرحوم البقالي وصلات الحضرة الشفشاونية، مع أعضاء فرقتها، ورغم وجودهن على خشبة المسرح، إلا أن المرء يشعر أحياناً بأنهن داخل البيت، وأنه بطريقة أو بأخرى، أو من خلال خيال ما، صار قادراً على رؤيتهن وسماعهن. تنتمي الحضرة الشفشاونية إلى الزاوية البقالية، زاوية الولي الصالح سيدي علال الحاج البقالي، كما تروي أرحوم البقالي في حواراتها التلفزيونية، وتقول إن والدها كان شيخ زاوية أيضاً، فتفتح وعيها على الحضرة، التي كانت تقام داخل البيوت، في يوم الخميس من كل أسبوع، ونشأت وسط أجواء الذكر والمديح. وتقول أيضاً إن الرجال كانوا يقيمون الحضرة في الزاوية، بينما تقيمها النساء في البيوت. ولم تكن الحضرة فناً تعبدياً وحسب، بل كانت فناً احتفالياً في الوقت نفسه، تحيي به الأفراح والمناسبات الاجتماعية، واللقاءات العائلية، والمواسم الدينية بالطبع، كالمولد النبوي الشريف. لا يقتصر تلقي هذا الفن على السماع وحده، فالفرجة تمثل جزءاً من المتعة، ومن عملية خلق الخيال، ذلك أن الجلسة وطريقة ترتيبها، والملابس التقليدية القديمة، والحلي والمجوهرات حول الأعناق وفوق الرؤوس، والآلات الإيقاعية ووضعيات العزف عليها، والحركات المؤداة بواسطة الأجساد، كل هذا يتمم معاني الحضرة، ويُدخل المتلقي في حالة روحانية، تتناغم وتنسجم مع الغناء والإيقاع والكلمات. وبماذا تتغنى نساء الحضرة؟ وأي كلمات يشدون بها؟ إنهن يتغنين بمجموعة من القصائد والأزجال، المتخيرة المصطفاة، بما تحتوي عليه من جمل بديعة ومفردات رائعة، تسبح بالمرء بين مروج الإيمان وينابيع الروحانية، وتحيي المعاني الإيمانية التي تذيق المكدود راحة، وتبعده قليلاً عن شراسة الحياة المادية والصراعات اليومية، وتعمل على طمأنة الروح وتصفية القلب من الأكدار. هذه النصوص من أذكار الزاوية البقالية، وبعض الزوايا الأخرى التي أضافتها أرحوم البقالي، بالإضافة إلى مختاراتها من أشعار، سيدي محمد بن علي بن ريسون، ومولاي علي شقور، وأبي الحسن الشاذلي، والإمام الحلبي وغيرهم. ولا تخرج الكلمات المغناة عن إطار الذكر والمديح، وهي كلمات سعيدة فرحة، تمتلئ بالحب والأمل، وتخلو من اليأس والقنوط، قد يتخلل الكلام أحياناً مسحة خفيفة من الشكوى، أو تلميح بسيط إلى المعاناة مع عدم التفصيل، فالله هو العالم بالحال، وهي على كل حال شكوى يغلب عليها الرجاء، وحسن الظن بالله. ولرموز التصوف وعلاماته وإشاراته اللغوية، مكانها في هذه الأشعار، يلحظها المستمع من أغنية إلى أخرى، مثل «اشرب شراب أهل الصفا ترى العجائب» و»يا ساداتي يا مواليا نظروا نظرة خالصة فيا» و»نحن في مذهب الغرام أذلة» و»شربنا على ذكر الحبيب مدامة سكرنا بها».
الذكر أساس هذا الغناء، والشهادة هي الأكثر ترديداً «أفضل الغنائم لا إله إلا الله» والحث على الذكر والاهتداء إلى الحق، «يا القايل قول الله، عمّر بيها أوقاتك، ما توجد إلا الله، في موتك وحياتك، نفسك لا تنساها وخالف هواها، بذكر مولاها، لا إله إلا الله». وكذلك الدعاء، وطلب الخير من المولى عز وجل، «يا ربنا يا كريم، فرّج على المسلمين، أنت الجواد الحكيم، وأنت لي نعم المعين، رب أحينا شاكرين، وتوفنا مسلمين» و»باسمك يا رحمن بدينا، يا ربي جود علينا، بجاه الشفيع فينا، من رزقك زيد اعطينا». ولا تنفصل الصلاة على خير البرية عن الذكر، فنستمع إلى أجمل المديح، في سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، «متولع بحب الحبيب سيدي رسول الله» «صل يا رب وسلم على من هو للخلق رحمة وشفاء» «قد طال شوقي للحبيب محمد، فمتى إلى ذاك المقام وصول» «يا معشر الحُضّار صلوا على شمس الضحى المختار مولانا محمد» «الله الله الله، الله يا مولانا، زيدوا الصلاة والسلام يا الحاضرين معانا» «اللهم صلي على النبي، صلوا على الهادي، ما يشفع في هاد العباد إلا محمد». في الحضرة الشفشاونية، نستمع إلى الغناء الفردي والجماعي والتداخلات الصوتية، والمواويل والانفرادات التي تنطلق دون أي مصاحبة موسيقية. وعلى الرغم من أن أرحوم البقالي، تقدم هذا الفن عادة، اعتماداً على الأصوات البشرية والآلات الإيقاعية فقط، وإن كانت أحياناً تشترك مع بعض الفرق الموسيقية الأندلسية، إلا أنه في الحال الغالب، لا يشعر المستمع بافتقاد للوتريات أو الآلات الموسيقية الأخرى، لأن الغناء في ذاته موسيقي للغاية، وغني بتنغيماته وميلوديته، ومتنوع بانتقالاته بين حالات وجدانية مختلفة، حتى عندما يتواصل الشدو استرسالاً، وهذا يعلن اقتدار النساء على أداء هذا الفن، ومواهبهن القوية، التي ظلت مختبئة داخل البيوت لقرون طويلة. تخلق الأصوات النسائية الإحساس بالراحة والألفة، وينسدل غناؤهن كالحرير المتموج، بإحساس مفعم بالحنان، وروح مسلمة عامرة بالإيمان والحب لله ورسوله، كأنهن يحلقن في سماوات صافية، فهذا فن ينبض بالروحانية، ويخاطب الفطرة في سامعيه.

أذكار وأمداح على إيقاع القلب

باتساق الغناء مع اللحن والإيقاع والحالة الروحية، تكتمل عناصر الجمال والجلال في فن الحضرة، وبالنسبة للإيقاع، فهناك إيقاع الموسيقى وإيقاع الجسد أيضاً، إذ تنقسم الفرقة إلى مجموعة جالسة ومجموعة واقفة. أما المجموعة الواقفة، فيكون موضعها خلف المجموعة الجالسة، وتكون أقل عدداً منها، تصطف المجموعة الواقفة أفقياً وتتلاصق الأكتاف، مع عدم السماح بوجود فراغات بين الأجساد قدر الإمكان. وأحياناً على مسافة من طرفي هذا الصف، تقف امرأة على الطرف الأيمن، وامرأة على الطرف الأيسر، وتمسك كل منهما براية مثبتة على عصا، ترتكز على الأرض أمام حاملتها، ولا تؤدي هاتان الامرأتان أي حركة، وتظلان في وضع ثابت طوال الحضرة تقريباً. أما الصف الأفقي فتتمايل نساؤه تمايلاً خفيفاً، ككتلة واحدة يميناً ويساراً، بحركة بطيئة مستمرة تذكر بحركة بندول الساعة، وفي هذا الوضع تكون اليد اليمنى فوق اليد اليسرى، بينما تكون الأذرع ممدودة على استقامتها إلى الأسفل أمام الأجساد. وفي لحظات الذروة والتصاعد الروحاني، يتغير الأداء الجسدي، وتقوم المجموعة الواقفة بالتصفيق بالأيدي الممدودة إلى الأمام، والانحناء بما يشبه وضع الركوع، ثم العودة إلى الوقفة المستقيمة، وتكرار هذه الحركة بإيقاع منتظم، لا يصيب المتلقي بالملل، بل يجعله يرغب في استمراره على هذا النحو. أما المجموعة الجالسة، فتكون على شكل هلال أو نصف دائرة، تتوسطها أرحوم البقالي، فهي قائدة الفرقة المتحكمة في الإيقاع والمقامات، ومسارات الغناء وطبقاته، والدخول إلى المقام والخروج منه، وتعطي بعض الإشارات للفرقة أثناء الغناء، لكنها لا ترفع يدها للأعلى، بل تخفضها كثيراً، ويلاحظ أنه قد تسبق الفرقة في الغناء أحياناً، ويتقدم صوتها على الأخريات ببضع ثوان بشكل مقصود، وسط النساء المتربعات فوق خشبة المسرح، تجلس أرحوم البقالي ممسكة بالطبلة، التي تعد الآلة الرئيسية هنا، وإلى جانب الطبلة توجد مجموعة من الدفوف، والطعريجة التي تشبه الطبلة لكنها صغيرة الحجم، والطبلة الكبيرة أو الدهولة التي يضرب عليها من الجانبين، والرق المثبت فيه بعض الصاجات المعدنية المتحركة، لكنه أصغر حجماً من الرق المتعارف عليه، وله مظهر لطيف، الكل يغني إما جماعياً أو فردياً، حتى نساء المجموعة الواقفة، لكن لا يمسك الجميع بآلات موسيقية، فهناك من المنشدات من لا تضرب على أي آلة، ويقتصر دورها على الغناء فقط. ومن اللافت أيضاً، تميز مظهر قائدة الفرقة عن بقية أعضائها، لكنها تتميز بالمظهر الأكثر بساطة والأقل تعقيداً، فقد تخلت عن بعض الزينة، تحديداً فيما يخص ما يوضع فوق الرأس. ويتكون رداء نساء الحضرة الشفشاونية، من قفطان الحاج عمر القديم، وهو نوع من القفاطين المغربية العتيقة، وحزام دق الميغنا، والسبنية بشعيراتها الحريرية المنسدلة على جانبي الوجه، والحراز والطاقون وجوهر فورصانو، بالإضافة إلى بعض الحلي الأخرى.
تتنوع المقامات في فن الحضرة تنوعاً شديداً، وللمغرب مقاماته ونظمه النغمية والإيقاعية الخاصة به، وعنده أيضاً المقامات العربية المعروفة، ومن الطبوع أو المقامات التي تعتمد عليها أرحوم البقالي، الزركة، ورمل الماية، وحصار، وحسيني، وغيرها بالطبع من المقامات. وتُظهر براعة متناهية في توظيف هذه المقامات، بالإضافة إلى الإتقان في تركيب الأصوات والإيقاعات، كما أن الفواصل والوقفات والانتقالات التي تصنعها، رشيقة للغاية. وتبدع كذلك في التوشية والانصراف أو البدء والختام، ويتزين الغناء بالتنغيم الأندلسي الرائع، حيث المد والترقيق في نهاية الحرف، وتصاعد الغناء إلى أعلى، وطريقة الارتفاع بالياء، أو الألف الممدودة وأسلوب مط الحرف، وتدرجات الصوت في غناء الكلمة الواحدة، ارتفاعاً وانخفاضاً، كما في نطق لفظ الجلالة على سبيل المثال. ويختلف التكوين المقامي والنغمي، لكل أغنية أو أنشودة عن الأخرى، وعادة يكون التسارع الشديد في النهاية، ثم القفل بجملة بطيئة، وللتكرار دوره في خلق الإيقاع أيضاً، وله أشكاله المتعددة، مثال عبارة «آه يا لالة والصلاة على النبي» التي تتكرر بعد كل جملة، وعبارة «الله الله الله أيواو يا أهل الله» التي تتكرر عدة مرات، أو تكرار الشطر الأول من البيت، ثلاث مرات متتالية، تكون المرة الأخيرة بتنغيم مختلف قليلاً، ثم في المرة الرابعة أو القسم الرابع من الغناء، يأتي الشطر الثاني من البيت، المكمل والموضح للمعنى، أو تكرار الجملة الأخيرة مرتين، وفي المرة الأخيرة يتضاعف الإيقاع والصوت، رغم أن البداية تكون بصوت خفيض هادئ. وفي الغناء المتصل يكون الوقوف، أو الهدوء والراحة داخل الكلمة الواحدة، ويكون البطء بداية لانطلاقة جديدة، وهذا يشكل إيقاعاً أيضاً. وعلى دقات هذا الإيقاع تنتعش الأرواح، وتتمايل الرؤوس والأجساد، ويسرح الفكر في عالم التصورات الروحانية، حيث يلعب الإيقاع دوراً كبيراً في خلق الحالة الوجدانية الصوفية، كأنه إيقاع ضربات القلب، أو كأن القلب تنتظم ضرباته على هذا الإيقاع.

مروة صلاح متولي

‏كاتبة مصرية

الحضرة الشفشاونية
شاركها. فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني Copy Link
السابقمجلس جهة طنجة “كْيُوتْ”.. يُصوت بالاجماع ولا يعارض!
التالي العطش يهدد ساكنة “الفحص أنجرة”

المقالات ذات الصلة

مايو 5, 2025

“قصتي مع التراث”.. أحمد الطلحي يصدر سيرته الذاتية من نافذة التراث

أبريل 16, 2025

أمسية “ربيع الشعر” تُضيء فضاء أحمد بوكماخ بطنجة وتستحضر أجيال القصيدة

أبريل 5, 2025

سفارة السلفادور بالمغرب تحتفي بالفن التشكيلي بأضخم معرض في إفريقيا بمعهد ثيربانتيس طنجة

على مـدار السـاعة

سلطات الملحقة الإدارية السابعة بمسنانة تشرع في حملة لتحرير الملك العام وتنظيم واجهات البنايات

مايو 20, 2025

حصري.. محاولة تهريب حشيش في واد محاذ لتجزئة الغندوري تنتهي بهروب “جيت سكي” واختفاء الحافلة

مايو 19, 2025

العثور على جـ،،ـثة شاب مشنوقا بغابة الرهراه بطنجة في ظروف غامضة

مايو 19, 2025

جمعية الرحالة تطلق النسخة الرابعة من أيام المشي في الطبيعة

مايو 19, 2025

طنجة تحتفي بمرور 20 سنة على إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

مايو 19, 2025

شاب يفقد حياته غرقا في بحيرة سيدي حساين ضواحي طنجة

مايو 19, 2025
تحميل المزيد

الأكثر قراءة خلال الأسبوع

الواجهة

بني مكادة.. بناية مهجورة تتحول إلى وكر للدعارة والمخدرات وقاصرات وسط المستنقع

بواسطة طــنـجـاوةمايو 16, 20251 دقائق

تحوّلت بناية مهجورة بشارع مولاي سليمان قبالة المكتبة البلدية سابقا في بني مكادة، إلى وكر آسن ينشط فيه أشخاص مشبوهين في استغلال القاصرات وترويج المخدرات،…

“عشاء سام” يحوّل رحلة بحرية إلى “ساعة رعب” لسائقين بين الخزيرات وطنجة المتوسط

مايو 14, 2025

ابتدائية طنجة ترسّخ ثقافة الاعتراف في تكريم قاضيات وموظفين

مايو 17, 2025

صراعات داخلية تعصف بحزب “الاتحاد الدستوري” بطنجة.. الزموري يفقد السيطرة وكُرة الخلافات تكبر

مايو 14, 2025
تـابـعـنـا
  • Facebook
  • Twitter
  • Instagram
  • YouTube
  • TikTok
  • WhatsApp
© 2025 Tanjaoua.ma
  • تعريف بـ”طـنـجـاوة”
  • سياسة الخصوصية
  • شروط الاستخدام
  • فريق التحرير
  • للتواصل مع طـنـجـاوة

اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter

Scroll Up