لا يمر صيف في مدينة طنجة إلا وتكون حالات الغرق قد تعددت، وتركت وراءها عددا من الأسر المكلومة بفقدان ذويها.
وبإطلالة سريعة على عدد حالات الغرق، التي تقارب العشرات في بعض الفصول، يتضح أن الإجراءت الاحترازية التي تتخذها السلطات لا تكفي، كمنع السباحة في الشواطئ غير المحروسة، وتوفير حراسة في شواطئ أخرى.
يحكي أ.س، عن تجربته مع بحر مالاباطا “قد يبدو للكثيرين أن هذا البحر وديع وغير خطير، لكنه عندما يكون هائجا يغدر بالكثيرين”.
ويضيف “شخصيا، نجوت من الغرق هنا بصعوبة بالغة بعد أن أنقذني أحد الأشخاص. فقد بدأت أتوغل تدريجيا واثقا من مهاراتي في السباحة، لكنني وجدت نفسي في عمق البحر دون أن أشعر مع صعوبة بالغة في العودة، ولولا تدخل أحد الأشخاص، لكنت الآن في عداد الموتى لا قدر الله”.
من الواضح أن أغلب الحالات هي لمراهقين وشباب يجازفون إما بالإيغال في عمق البحر، من باب التحدي أو التفاخر، أو بالسباحة في مناطق خطيرة تتميز بوجود التيارات القوية.
لهذا، يتضح بجلاء أن هناك فراغا لا بد أن تملأه جمعيات المجتمع المدني من خلال حملات توعية وتنبيه إلى خطورة المجازفة، وإلى تجنب السواحل الخطيرة، حتى لو كانت محروسة.
كما يفترض أن توجه هذه الحملات خصوصا إلى زوار المدينة الذين لا يميزون جيدا بين بحر هادئ وغير خطير، وآخر هادئ لكنه قد يكون مميتا.
لا يمانع الناشط “م.ع” من القيام بحملات التوعية ويرى أنها من صميم العمل الجمعوي، لكنه يتذرع بضرورة دعم هذه الحملات من طرف الجهات المعنية، معلقا باقتضاب شديد “لا يمكن أن نبادر دون دعم أو ترخيص”.
وفي ذات السياق، لا ينبغي على السلطات الجماعية أن تكتفي بتحديد الشواطئ المحروسة وغير محروسة، بل أن تدعم المجتمع المدني في حملاته، وأن تتعامل مع أرواح الساكنة باهتمام أكبر بكثير، وأن ترفع شعار “0 حالة غرق”، لعله يتحقق فعلا.
الصيف فصل استجمام ومتعة واستراحة، وتحوله إلى مأتم لدى بعض الأسر بسبب طيش مراهق أو نزق شابّ، هو مسؤولية الجميع، ويجب أن يتم التعامل معه كذلك.