عندما أخبرت عمدة طنجة السابق، في جلسة خصصت للحديث عن ترجمة روايتي الفائزة بجائزة الإبداع العربي، وقلت له أنني ما كنت لأطلب ترجمة الرواية لولا أنها قادرة على المساهمة بقوة في “السياحة الثقافية“، ظل ينظر إليّ كأنني أتيت من كوكب آخر.
والآن، عندما أقرأ ما قاله الملياردير إيلون ماسك، الأكثر ثراءً في العالم، والأكثر شهرة ربما، عن كونه يتعلم الآن من رحلة ابن بطوطة، ابن مدينة طنجة، ويقرأ عنها، وأرى التجاهل المطلق لهذا الخبر من طرف المجالس الجماعية خصوصا، أفهم جيداً أن الجدية الثقافية تنقصنا كثيرا… كثيرا جدا.
وعندما يتحدث الملك محمد السادس عن الجدية في خطاب العرش، فإن أول ما يجب أن يفعله المنتخبون هو أن يفهموا أن وقت التشمير عن ساعد الجد قد حان، وأن هذه الجدية يجب أن تشمل جميع المناحي.
وعلى الصعيد الثقافي، يجب أن يفهم كل هؤلاء المتراخين الذين يتمددون على كراسيهم الوثيرة، في الجهة والجماعة والمقاطعات، أن الثقافة ليست لهواً، وأنها يجب أن تؤخذ بجدية مطلقة، أي أن يكونوا قادرين على التقاط كل ما يمكن أن يخدم المدينة عالميا على المستوى الثقافي.
تتحدث روايتي “على بعد ملمتر واحد فقط” عن لوحة توجد في المتحف الأمريكي، رسمها فنان اسكتلندي اسمه جيمس ماكباي، وهي لوحة “الموناليزا المغربية“.
ولو أن الرواية ترجمت فإنني أتوقع أن العشرات أو المئات من السياح الأمريكيين والاسكتلنديين، سينتابهم الفضول لمشاهدة اللوحة، خصوصا لو أخذت الرواية نصيبها من الشهرة لدى القارئ الأنغلوساكسوني.
لا أرى طريقة للترويج سياحيا/ثقافيا لطنجة سوى الترجمة بالدرجة الأولى والتقاط ما يكتب عن المدينة بدرجة ثانية.
وعندما يتحدث إيلون ماسك عن ابن بطوطة، وعندما تكون نائبا (أو نائبة) لعمدة المدينة، مكلفا (أو مكلفة) بالمجال الثقافي، فإن أول ما ينبغي أن تفعله هو دعوة هذا الأخير رسميا لزيارة مسقط رأس ابن بطوطة، ولزيارة متحفه في حي القصبة.
وأترك لخيالكم الواسع تصوّر ما يمكن أن تجلبه زيارة رجل كهذا لمدينة طنجة، خصوصا لو أتبع الزيارة بتغريدات عن المدينة.
ألا هل بلغت؟