اختارت شركة “تينشي” Tinci Materialsالصينية، المدرجة في بورصة “شنشتن” بالصين، التخلي عن مشروع تصنيع مادة الإلكتروليت الناقلة للكهرباء المخطط له في جمهورية التشيك، والاستثمار في بناء مصنع مماثل في المغرب.
وحسب المعطيات التي أوردتها البوابة المتخصصة “كالانيش”، فإن قرار الشركة الصينية يعزى إلى “ظروف غير مواتية” للاستثمار بجمهورية التشيك في مشروع لإنتاج 100 ألف طن سنويا من المادة المعتمدة في صناعة بطاريات الليثيوم.
وأفادت الشركة، في بيان لها، إنها “وجدت صعوبة في تقدم العمل الأولي في هذا المشروع الذي يسير بشكل بطيء نتيجة الانكماش الاقتصادي في مختلف البلدان حول العالم، والعدد المحدود للموظفين والمواد، وتأثير عوامل مثل بيئة الاستثمار والتغيرات السياسية في جمهورية التشيك”.
وأضافت “تينشي” أن الخطة البديلة في الوقت الحالي تتمثّل في تحويل موقع قاعدة الإنتاج المقترحة إلى المغرب، حيث “البيئة الاقتصادية مستقرة نسبيا”، وفق تعبيرها.
وتعتزم الشركة العالمية إحداث مشروع لمواد بطاريات الليثيوم في منطقة الجرف الأصفر الصناعية بالدار البيضاء، بطاقة إنتاجية مرتقبة تبلغ 300 ألف طن سنويا، فضلا عن مشاريع مختلفة في بلدان أخرى باستثمارات تقدّر بنحو 820 مليون دولار، من بينها 280 مليون دولار للمشروع المغربي.
ومن المقرّر، وفق المصدر ذاته، أن تستغرق أعمال البناء في المشروع الجديد ة بالمغرب 24 شهرا، وستشمل الطاقة الإنتاجية السنوية 150 ألف طن من الإلكتروليت، و100 ألف طن من سداسي فلوروفوسفات الليثيوم، و50 ألف طن من مواد فوسفات حديد الليثيوم.
وفي السياق ذاته، شكلت صناعة البطاريات الكهربائية والمكونات المرتبطة بها عامل جذب قوي للمستثمرين الصينيين إلى المغرب. يتعلق الأمر بتعبير 6 شركات كبرى عن عزمها الاستثمار في المغرب خلال أقل من سنتين فقط.
وتتوزع هوية الشركات الصينية الكبرى بين “كوسيون إنرجي” Gotion Energy، التي كشفت عن مشروع ضخم “جيغا فاكتوري” بقدرة 100 جيغاواط في بولقنادل باستثمار ثقيل سيصل إلى 6.4 ملايير دولار على مدى سنوات، وكذا “تينشي” Tinci، التي رفعت الستار عن استثمار بقيمة 200 مليون دولار، هم مواد بطاريات الليثيوم، إضافة إلى استثمار مشترك بين المجموعة الصناعية “ياهوا” Yahua ومجموعة “إل جي” LG، حول إنتاج “هيدروكسيد الليثيوم”.
وامتدت الاستثمارات إلى الشراكة المبرمة بين مجموعة “سي إن جي إر” CNGR وهولدينغ “المدى” Al Mada التي همت مواد البطاريات، إضافة إلى مصنع ” زهانغ هوايو كوبالت” Zhejiang Huayou Cobalt الضخم بالعيون، و”بي تي إر نيو ماتيريال” BTR New Material، التي عبرت عن عزمها الاستثمار في مكونات البطاريات.
ويتوقع مراقبون أن يساهم تنفيذ الاستثمارات الصينية المذكورة في رفع صناعة السيارات الوطنية إلى مرحلة أخرى، تجعل من المملكة قطبا للتحول الطاقي وبيئة أعمال مغرية لصناعة السيارات الكهربائية.