بلال الدواس – كاتب من طنجة
يتحدث كثيرون من متابعي كرة القدم عن فضل التكوين الأوروبي على منتخباتنا الوطنية، لكنهم ينسون تميز موهبة الإنسان المغربي في أوروبا مقارنة مع أبناء الأوروبيين الخالصين، ويغيب عنهم كذلك قدرة الإنسان المغربي على التأقلم واستثمار الإمكانيات المختلفة للنجاح.
كما أنهم يتغافلون كذلك على أن منتخبات كبرى بنت مجدها الرياضي على عاتق ناشئة من أصلاب لا تنتمي لتربتها قبل أن تركض في الملاعب والميادين المختلفة.
ففرنسا مثلا لن تستطيع تحقيق النتائج التي تحققها في رياضاتها المختلفة بدون أبناء المهاجرين الذين مورست ضد أجدادهم وآبائهم شتى أصناف التمييز، إلا أنها كرست كل إمكانياتها لاستثمار طاقاتهم التي يفتقر إليها الفرنسيون أنفسهم، بالإضافة إلى هولندا مع جيل ( كلويفر- ادغير دايفيز – سيدورف…) ودول أخرى جعلت من إفريقيا والمستعمرات حديقة خلفية لنهب خيراتها الطبيعية والبشرية ..
يجب أن نعرف أن أندية كرة القدم كبرشلونة وريال مدريد وأياكس وغيرها، ليست مؤسسات رسمية للدولة، أو ثكنات عسكرية تعد جيشا للحرب وتعامل الناس بمنطق الوطنية والتخوين، إنها شركات تستثمر في العنصر البشري من أجل تحقيق الربح المادي المغلّف بالرياضي، لهذا فلا فضل لإسبانيا أو غيرها على أحد لأنهم لو وجدوا هذه المهارات في ذوي الشعر الأشقر والأعين الخضر ما التفتوا لأبناء جلدتنا.
خلاصة الأمر، أنه يحق لأي فتى مغربي في أي بلد في العالم أن يعود إلى حضن بلده ممثلا راية جذوره وأصوله، كما أنه لا يحق لأي كان الوصاية على عواطف الناس، فالوطن انتماء روحي وشعوري لا تفسير له إلا الحب الفطري كالذي يربط الطفل بأمه.