استعادت عدد من وسائل الإعلام، الروسية خصوصا، ذكرى إنشاء ما سمي بــ”الهاتف الأحمر” بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وذلك بمناسبة مرور 60 عاماً على إحداثه.
تتزامن الذكرى الستون لربط الهاتف الأحمر بين موسكو وواشنطن على خلفية أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1963، مع الظروف الخطرة بسبب الأزمة بأوكرانيا، ما يضاعف من أهميتها.
وقد كان لمدينة طنجة دور في هذا الخط الساخن، حيث كان عبارة عن محطتين مزدوجتي الاتجاه ودائرة تلغراف سلكية، يتم توجيهها عبر واشنطن-لندن-كوبنهاجن-ستوكهولم-هلسنكي-موسكو، وكنظام احتياطي، كان كانت هناك دائرة تلغراف إذاعية موجهة عبر واشنطن-طنجة- موسكو.
بدأت قصة الهاتف الأحمر حين رصد الأميركيون في أكتوبر من العام 1962، قواعد صواريخ سوفيتية، على جزيرة كوبا التي لا تبعد عن ولاية فلوريدا الامريكية أكثر من 200 كيلو متر، ما أثار أزمة كادت أن تتسبب بحرب نووية، وأثناء المواجهة بين الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي والرئيس السوفيتي السابق نيكيتا خروتشيف، أسهم انعدام التواصل المباشر في انتشار التكهنات بشأن نوايا المعسكر الخصم فيما استغرق وصول الرسائل بين موسكو وواشنطن ساعات.
وتقول التفاصيل أن رسالة وصلت إلى السفارة الاميركية في موسكو باللغة الروسية في الـ 26 من اكتوبر 1962 اقترح فيها الزعيم السوفيتي مخرجا للأزمة، فتحتها السفارة في الساعة 09,42 صباحاً بتوقيت واشنطن ولم تصل إلى الخارجية الأميركية إلا بعد الساعة الـ 9 مساءاً، بعد الترجمة والتشفير والإرسال.
ولمعالجة هذا البطء فتح أول خط أحمر، في الـ 30 من أغسطس العام 1963، وهو عبارة عن جهاز تلكس بلون خشبي فاتح أتاح لـ «كينيدي» و«خروتشوف» التواصل عبر برقيات مكتوبة ومشفرة.
وفي سبعينيات القرن الماضي تم تركيب جهاز هاتف وصل بالأقمار الاصطناعية، ثم أضيفت إليه في الثمانينات إمكانية إرسال الوثائق كالخرائط أو الصور في العام 1994، الأمر الذي أجاز الاتصال بمسؤولي الدفاع في كل من البلدين في أي وقت تقريبا. ولطالما تكتم البيت الأبيض والبنتاغون بشأن عدد المرات التي استخدم فيها هذا الخط الآمن، لكن يقول المراقبون أنه استخدم أثناء الحربين العربيتين الاسرائيليتين في 1967 و1973، وكذلك أثناء الاجتياح السوفياتي لأفغانستان في 1979.