عن الجزيرة – بتصرف
رغم إغراقه في الخيال فإن الواقعية كانت هي الأساس في صناعة المخرج كريستوفر نولان لأعماله، ولعل أفلاما مثل “البدء” و”بين النجوم” -والتي بدت كما لو كانت من عالم آخر- كانت تدفع المشاهد لتصديق أنها تنتمي إلى الواقع بالقدر نفسه من تصديق أنها تنتمي للخيال.
استخدم نولان شريط الصوت بطريقة خاصة جدا في أفلامه للإيهام بالقرب من الواقع، وكان يفضل دائما المواقع الحقيقية للتصوير أكثر من الأستوديوهات، ويعتقد أن ما يمكن تصويره في العالم الحقيقي هو بالتأكيد أفضل.
ومن بين أشهر أفلام نولان التي صورها في مواقع ومدن واقعية بعيدا عن الأستوديوهات، فيلم “البدء” الذي كان لمدينة طنجة نصيب منه.
وصرح نولان في واحدة من مقابلاته بأنه لا يحب ارتداء النظارات عند مشاهدة الأفلام، ويحب أن يشاهد صورة مشرقة للغاية، وهو ما تحقق بالفعل في فيلم “البدء”، خاصة أنه صوّر في ثلاثة بلدان لكل منها طابع مميز، أولها اليابان، حيث صوّر المشهد الافتتاحي أمام قلعة نيغو في كيوتو.
في منتصف الفيلم يظهر جسر في باريس، وهو بمثابة المكان الذي اختبرت فيه أريادن قدراتها كمهندسة أحلام، بعد ذلك وأثناء مشهد المطاردة تنتقل الأحداث إلى مومباسا في كينيا، لكن تصوير المشهد بالفعل حدث في مدينة طنجة بالمغرب، حيث يظهر السوق الكبير في طنجة الذي يقع على مضيق جبل طارق ويعتبر حلقة وصل بين أفريقيا وأوروبا.
لم يكن نولان بحاجة إلى مجهود كبير ليحول السوق المغربي إلى موقع كيني، لأن المنتجات المعروضة متأثرة بقوة بالمنسوجات الأفريقية.