قلب محمد سعيد بوحاجة، النائب الثامن المكلف بقطاع النظافة وحفظ الصحة بمقاطعة بني مكادة، الطاولة على أعضاء المكتب المعارضين لرئيس مجلس المقاطعة محمد الحمامي، وذلك بحضوره اجتماع المكتب الذي جرى تأجيله أمس الثلاثاء بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني.
وكشفت مصادر خاصة لموقع طنجاوة كواليس حضور بوحاجة للاجتماع، مشيرة إلى أنه قبل ذلك بيومين جمعته جلسة مع منير ليموري، الكاتب الاقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة، حيث أكد له أن منتخبي الحزب في مقاطعة بني مكادة سيحضرون الإجتماع الذي دعا إليه الحمامي، كما أكد له على أن احتمالية عدم اكتمال النصاب القانوني لعقد الاجتماع مستبعدة.
وعكس المتوقع، لم يحضر منتخبو الأصالة والمعاصرة إلى اجتماع المجلس، ما جعل قراءة بوحاجة للمشهد غير سليمة، كما أنه اصطف إلى جانب الحمامي في هذه الأزمة السياسية غير المسبوقة التي تعيشها بني مكادة.
المصادر تشير إلى أن بوحاجة، المنتمي إلى حزب التقدم والاشتراكية، لم يتخذ القرار انطلاقا من موقف حزبه “غير الواضح“، بل من قناعات واعتبارات وصل إليها.
وتستغرب المصادر من تغيير بوحاجة لموقفه فجأة، رغم أنه كان من المقاطعين لدورة شتنبر الماضي لمرتين بسبب معارضته لسياسة الحمامي.
وعلى عكس موقف بوحاجة، لا زال خالد الساحلي المستشار بمقاطعة بني مكادة المنتمي إلى نفس حزب النائب الثامن متمسكا بموقفه تجاه طريقة تدبير الحمامي.
الساحلي قال للموقع: “إن مصلحة ساكنة مقاطعة بني مكادة أهم من أي صراع، مشيرا إلى أن موقفه من طريقة تدبير الحمامي واضحة، كما أنها لا تخدم مصلحة أحد”.
وبخصوص التنسيق مع بوحاجة المنتمي إلى نفس حزبه، اعتبر الساحلي أن كل واحد لديه مواقفه ومسؤول عن قراراته، كما يتحمل تبعاتها سياسيا وتنظيميا.
موقف نفسي
ونفى بوحاجة قلب الطاولة على معارضة الحمامي، معتبرا أن حضوره إلى اجتماع المكتب غير المكتمل النصاب، ما هو إلا رد فعل نفسي منه، بسبب تهميشه من طرف المعارضين لسياسية رئيس مقاطعة بني مكادة.
وأكد بوحاجة في اتصال هاتفي مع الموقع إلى أن موقفه من الحمامي واضح ولن يتغير، ما لم يقم بتصحيح الوضع. كما اعترف بعدم التنسيق مع مستشار المقاطعة المنتمي إلى حزبه، ولا أيضا مع حزبه، معتبرا أن كل واحد حر في مواقفه.
نصاب لم يكتمل
وكان أعضاء مكتب مقاطعة بني مكادة قد وضعوا رئيسهم محمد الحمامي في موقف “لا يحسد عليه” بعد عدم اكتمال النصاب القانوني، بسبب الامتناع عن حضور الاجتماع المقرر أمس الثلاثاء.
وعلم موقع طنجاوة من مصادر مطلعة، أن الاجتماع جرى إفشاله من طرف أعضاء المكتب الغاضبين من سياسة الحمامي.
وتضيف المصادر ذاتها، أن الممتنعين عن حضور الاجتماع، ينتمون إلى حزبي: “الأحرار، والأصالة والمعاصرة” المشكلين للأغلبية داخل المجلس.
في المقابل حضر الاجتماع الأعضاء المنتمون إلى حزب الاستقلال، وكذا العضو المنتمي إلى حزب التقدم والاشتراكية.
وتعيش مقاطعة بني مكادة منذ مدة على وقع أزمة بين الرئيس محمد الحمامي ومكونات المجلس، وذلك وسط اتهامات بتدبير مرافق المقاطعة بطريقة “عشوائية”.
وبالرغم من محاولات الحمامي المتكررة للتواصل مع عدد من أعضاء المجلس لحل هذه الأزمة، لكن الجميع يرفض ذلك، معتبرين أن الحمامي يدبر المقاطعة بطريقة “عشوائية” لا تخدم مصلحة الساكنة.
ووصلت أزمة الحمامي مع الأعضاء إلى حد مقاطعة الدورة العادية لشهر شتنبر لمرتين، حيث حضر في المرة الأولى 17 من أصل 44 عضوا، كما تقلص العدد إلى 5 أعضاء خلال الثانية، إذ تمكن المجلس من عقد أشغال الدورة في المرة الثالثة في غياب للحمامي بدون عذر.
وقاطع الأعضاء المنتمين إلى أحزاب العدالة والتنمية، والتقدم والاشتراكية، و الاتحاد الدستوري، والاتحاد الاشتراكي، وبعض المنتخبين المحسوبين على الأحرار والأصالة والمعاصرة، والحزب الاشتراكي الموحد، وجبهة القوى الديموقراطية ومحسوبين عن حزب الاستقلال، أشغال الدورة العادية لشهر شتنبر.