د. أحمد الزياني – طنجة
كم هو محزن أن ترى تلميذة تدرس في السلك في الإعدادي أو الثانوي تركب دراجة نارية خلف شاب متهور جانح والفرحة تعلو محياها وهو يجوب بها أزقة وشوارع المدينة..
ابنتي!!!
قبل الإقدام على الركوب فوق دراجة نارية رفقة أي كان، فكري في ذلك الأب الحنون المكافح الذي يتحمل توبيخ رئيسه في العمل، ذلك المناضل الذي لا يعرف التعب من أجل تلبية رغباتك ورغبات إخوتك، ويضحي من غير مقابل ويعمل بصبر ورجاء ويتحمل كل الصعاب من أجل حياة كريمة لك وتعليم محترم، وأمله ان تضمني مستقبلك حتى تظفري بحياة أفضل منه..
ابنتي!!!
فكري في تلك الأم التي تستيقظ قبل الجميع ولو كانت مريضة وتعد لكل واحد فطوره بعناية وحنان وتنام بعد أن تتأكد من نوم جميع أبنائها ..الأم الذي يشع قلبها وحضنها بالطاقة الإيجابية اللامتناهية.. الأم لا يضعف حبها ولا يشيخ أبدا ورحمتها تقوى مع الأيام..الأم التي تفرح عندما تراك تلبسين أحسن الملابس وتكويها لك قبل ارتدائها..
ابنتي!!!
قبل أن تقدمي على الركوب تذكري أن الدراجة التي يقودها ذلك المتهور هي عبارة عن سلاح فتاك وأن احتمال تعرضك لحادثة سير هو %99,9999…ويمكن أن تتحول حياتك في لمح البصر إلى جحيم وعوض إنهاء مسارك الدراسي بشهادة عليا ستسلم لك شهادة طبية بعاهة مستديمة وكرسي متحرك..آنذاك ستندمين حيث لا ينفع الندم..
ابنتي!!!
ضعي نصب عينيك صورة والديك وعائلتك ولا تجعلي من لحظة تهور سببا في تعاستك الأبدية..واجعلي من نجاحك الدراسي هدفك الأسمى..ولا تدعي أحدا يعبث بك أو بجسدك واعلمي أنك أغلى ما يملكه أبواك..