اللاعب المغربي نصير مزراوي وآخرين في قلب العاصفة بسبب تضامنهم مع غزة

عبر عدد من نجوم الرياضة عبر العالم عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ومع غزة بالخصوص التي تتعرض لحرب إبادة شاملة من قبل جيش الاحتلال الصهيوني بدم بارد، مؤكدين دعمهم الكامل لحق الشعب الفلسطيني في أرضه ومتمنين النصر للمقاومة. غير أن هذا التضامن كان مكلفا لبعض اللاعبين، إذ سرعان ما تحركت الآلة الصهيونية الغربية عبر العالم وهددت هؤلاء اللاعبين بالاستبعاد من الفرق التي يلعبون لها إذا لم يعتذروا ويتراجعوا عما كتبوه في مواقع التواصل الاجتماعي، ليتبين كيف أن الغرب الذي يتبجح بالديمقراطية والدفاع عن حرية التعبير والرأي، أنه منافق ومن درجة “فارس” وأن الأمر لا يعدو أن يكون شعارات فارغة، خصوصا إذا تعلق الأمر بقضايا المسلمين والعرب وبقية العالم النامي.
وفي هذا الصدد، يتعرض اللاعب المغربي نصير مزراوي للمساءلة من قبل النادي الألماني “بايرن ميونيخ” الذي ينتمي إليه، بعد نشره مقطع فيديو عبر خاصية القصص( stories) بحسابه بموقع إنستغرام، متمنيا النصر للشعب الفلسطيني على “إسرائيل”.
وأكد نادي بايرن ميونخ حامل لقب الدوري الألماني لكرة القدم، أمس الإثنين، أنه سيتحدث مع مدافعه المغربي نصير مزراوي بشأن التعبير عن دعم فلسطين عبر حساباته على شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال النادي البافاري، “بايرن تواصل على الفور مع نصير مزراوي عقب منشوره على شبكة إنستغرام يوم الأحد، اللاعب يوجد حاليا في أفريقيا مع المنتخب المغربي، وبعد عودته، من المخطط عقد جلسة شخصية مفصلة مع إدارة النادي في ميونخ”.
وأضاف بايرن ميونخ “الجميع، بما في ذلك كافة الموظفين واللاعبين، يعرفون القيم التي يساندها بايرن، لقد أعربنا عن ذلك بشكل علني مباشرة عقب الهجوم الإرهابي على إسرائيل، نكترث بأصدقائنا في إسرائيل ونقف إلى جانبهم، وفي نفس الوقت نأمل أن يعم التعايش السلمي على الجميع في الشرق الأوسط”. وذهب النائب يوهانس شتاينيغر، لحد المطالبة باستبعاد مزراوي من بايرن ميونخ بسبب دعمه لفلسطين.
وانضم النجم المغربي إلى بايرن ميونخ العام الماضي بعد فترة ناجحة مع أياكس أمستردام الهولندي.
نفس الأمر يتعرض له اللاعب الجزائري”يوسف عطال” المنتمي للنادي الفرنسي “نيس”، حيث هدد باستبعاده من فريقه بسبب “معاداة السامية وكراهية اليهود”، وذلك بعد نشره صورة متوشحا بالعلم الفلسطيني مرفقة بعبارة “فلسطين حرة”.
ماذا لو وقع العكس
نشر الأوكراني أوليكسندر زينشينكو الظهير الأيسر لأرسنال الإنجليزي الذي كان صوت بلاده ضد الغزو الروسي، عبر خدمة “قصتي” في “إنستغرام” علم دولة الاحتلال وأرفقها بعبارة “أقف مع إسرائيل” ولكنه سرعان ما حذف الصورة ووضع حسابه في حالة “الخاص” بعد هجمة قوية عليه من قبل رواد مواقع التواصل، ورغم ذلك لم تقم “قيامة ” النادي عليه كما وقع مع الآخرين، بل اعتبر النادي الذي ينتمي إليه أنها “حرية تعبير”.
وفي هذا الصدد، أدان حارس مرمى فريق الأهرام (بيراميدز) المصري شريف إكرامي، سياسة “الكيل بمكيالين” ويقول إنه “لا يوجد أقبح ممن يكيل بمكيالين.. ممن يسمي احتلال الأرض حقا والدفاع عن الوطن إرهابا.. ممن تغاضي عن مجازر الصهاينة خلال عقود في حق العرب وينتفض الآن بعد رد فلسطين”.
وأضاف في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، “تتحدثون عن الإرهاب ومنذ 2008 فقط اسرائيل قتلت وجرحت مالا يقل عن 150 ألف فلسطيني منهم 33 ألف طفل..طوفان الأقصى تذكير بسيط أن حلمكم لن يتحقق أمد الدهر..ما يؤخذ بالقوة لن يُسترد إلا بالقوة و لو بعد حين..”.
ومن جهة أخرى، عبر النجم المغربي حكيم زياش، لاعب فريق “غلطة سراي” التركي، عن تضامنه مع القضية الفلسطينية عبر خدمة قصتي بحسابه الرسمي على “إنستغرام”، مشيرا إلى التضليل الإعلامي في تغطية أخبار غزة وفلسطين.
وشارك اللاعب المغربي، منشورا عبر خاصية “القصص القصيرة”، يتضمن مقولة لـ”مالكوم إكس” مفادها “إذا لم تكن حذرا، فإن الصحف ستجعلك تكره الأشخاص المضطهدين، وتحب أولئك الذين يمارسون القمع”.
كما انضم الملاكم البريطاني أمير خان، إلى قائمة اللاعبين المتضامنين مع القضية الفلسطينية، برسالة مؤثرة انتقد فيها الصمت الدولي حيال ما يحصل في فلسطين وقطاع غزة.
وكتب بطل الملاكمة الشهير البريطاني على حسابه الرسمي على منصة “إكس”: “طوال مسيرتي المهنية، كان هدفي أن أصبح بطلا وأن أستخدم شهرتي وتأثيري لإحداث تغيير إيجابي في العالم، لم أخف أبدا من التعبير عن رأيي والوقوف في وجه المجرمين”، مضيفا: “..العالم يراقب ما يحدث في فلسطين، أرى الكثير من زملائي وأصدقائي صامتين، لماذا؟”.
وتابع “أصبح من الواضح أن الناس خائفون من إظهار دعمهم لفلسطين، حياة الفلسطينيين مهمة، سوف يتذكر العالم من تحدث ومن لم يفعل، وسيذكر الله من صمت بينما سالت دماء المسلمين الأبرياء”.
وختم رسالته بالآية القرآنية: “مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً”.