كلام الليل يمحوه النهار. ومن لم يصدق هذه الحكمة فليتابع الأجواء السياسية في طنجة في الأيام الأخيرة.
وربما من غريب الصدف أن كل البيانات والاستقالات، وكل ما له ارتباط بالسياسة المحلية، صار يصدر ليلا، والليل كما نعلم جميعاً “يعاتبنا”، ولا يستقر على حال.
لهذا، فإن من يستقبل ليلا، يستيقظ صباحا لينتبه – تحت ضوء الشمس – أن التراجع أسلمْ، ومن يوقع على التحالفات ليلا، ينتبه – تحت ضوء الشمس دائما – أن “الساعة لله” وأن هناك طرقاً أخرى يمكن للمرء أن “يسلت” بها من هذا الالتزام !
بات التحالف، إذن، مطمئنا إلى كون مرشحه سيكون نائبا عاشراً، وبكون هذا الملف سيغلق بنهاية سعيدة.
لكن “الصدمة كانت قوية”، عندما أكد محمد الشرقاوي، مرشح الحركة الشعبية، أنه لوحده “يضوي البلاد”، وأن نظرية ثلاثة في واحد لا تنطبق فقط على الشامبوانات، بل على البشر أيضا.
فالرجل صار الآن نائبا لعمدة طنجة، ورئيسا لمقاطعة طنجة، ثم رئيسا لاتحاد طنجة.. ولعلّ العاطي باقي يعطي.. واللهم لا حسد.
أثبت الشرقاوي إذن أنه أشد صلابة من التحالف الهشّ، وأرسلَ رسالة إلى العمدة بأنه إذا كان غير قادر على ضبط تحالف كهذا فإن الرحيل سيكون أولى وأفضل له.. وهذه حقيقة مؤسفة على أية حال !
اللعبة السياسية في طنجة أصبحت تنزل قليلا إلى ما تحت الحزام، والضرب أصبح “في المليان”، والمصلحة الشخصية أصبحت هي الأساس.. ومن بعد ذلك فليأتِ الطوفان إن شاء.
طنجة تنتظر مواعيد قارية وعالمية مهمة جدا، وصورة البلد كلها ستكون على المحك، فإن لن يتم شد الحزام سياسيا، بدل الضرب تحته، فلن يكون أمامنا سوى الترحم على مدينة كان اسمها طنجة.