أنس أزرياح
استغرب متابعون للشأن المحلي بمدينة طنجة مصادقة المجلس الجماعي لطنجة، خلال دورة أكتوبر، على اتفاقية من أجل إنجاز وتسيير وتدبير مركز للثقافة والفنون بطنجة تحت اسم “المكان، مركز طنجة للإبداع الثقافي“.
وقال هؤلاء، في تصريحات متطابقة استقاها موقع طنجاوة، إن افتتاح مركز ثقافي هو أمر هام جدا، لكن شرط أن يكون نشطاً فعلا، وليس “موقوف التنفيذ”، على غرار مشاريع أخرى.
وضرب المتحدثون مثالا بقصر الثقافة والفنون، الذي انتُهيَ من بنائه قبل سنوات، لكنه لا زال لحد الآن لا يستضيف أية أنشطة.
وفي النفس السياق، تعيش مكتبة “إقرأ” الوسائطية نفس الحالة، حيث تفتح أبوابها لموظفيها فقط، دون أن تكون مشرّعة في وجه العموم.
وأكد المتحدثون أن الرؤية الواضحة والاستدامة شرطان أساسيان في هذه المشاريع، وإلا فإنها تصبح غير ذات جدوى حتى على المدى القصير.
“إقرأ” وقصر الفنون
كان الملك محمد السادس قد أعطى انطلاقة بناء مكتبة “إقرأ” سنة 2015، بغلاف مالي يقدر بـ 48 مليون درهم، في إطار شراكة بين وزارتي الداخلية والثقافة، وعمالة طنجة أصيلة، وجماعة طنجة.
وتضم المكتبة الوسائطية الذي أنجزت على مساحة 3340 متر مربع بمنطقة الزياتن، مدرجا يتسع لـ 250 مقعد، ومكتبة، وفضاءات للمطالعة للكبار والشباب والأطفال، وقاعة مخصصة لأشغال المجموعات، وفضاءات للأشخاص المكفوفين والصم.
من جهته، لا زال “قصر الثقافة والفنون” بطنجة، مغلقا في وجه المواطنين، بعد 3 سنوات على انتهاء الأشغال فيه.
المشروع الملكي، الذي كان الطنجاويون ينتظرون افتتاحه بعاصمة البوغاز. شُيَد في منطقة “ملاباطا” كما أن أشغاله بدأت في سنة 2017 وانتهت في سنة 2020، وظلت تنتظر الضوء الأخضر من طرف المسؤولين إلى حدود كتابة هذه الأسطر.
وبحسب المعطيات المتوفرة لـ”طنجاوة” فإن المشروع أُنجز على مساحة تبلغ 24000 متر مربع، وبميزانية بلغت حوالي 210 مليون درهم.
ويضم عددا من المرافق منها مسرح كبير تبلغ سعته 1400 مقعد، وقاعتي عروض سعة كل منهما 200 مقعد، وقاعات للتكوين وأخرى للرقص، كما يضم القصر ورشات تكوينية في الحلاقة والخياطة واستوديو تسجيل، وغيرها من المرافق التي من شأنها أن ترضي الحاجيات الثقافية المتزايدة للساكنة.
وتطرح فعاليات ثقافية عددا من الأسئلة حول مآل مشروع ملكي، يعتبر معلمة ثقافية للمدينة، يتم التعامل معه بتماطل.
تفاصيل اتفاقية مشروع “المكان“
وبخصوص المشروع الجديد الذي صادق عليه المجلس الجماعي، فهو عبارة عن اتفاقية شراكة تجمع كلا من جماعة طنجة وولاية الجهة وكذا مؤسسة نواة الإماراتية التي تمثلها الشيخة هلا محمد خالد آل خليفة بصفتها الرئيسة التنفيذية.
ووفق محتوى الاتفاقية، فإن المشروع سينجز على عقار تستغله جماعة طنجة، متواجد بحي ادرادب على مساحة 12000 متر مربع، خلال مدة تبلغ 24 شهرا (سنتين).
وتروم هذه الاتفاقية توفير فضاء لاحتضان المشتغلين بالحقلين الثقافي والسينمائي، وتمكينهم من منصة لتبادل وتطوير الآراء، وكذا توفير فضاء لاستقبال المعارض والمهرجانات الدولية المتنوعة في المجالات الثقافية والسينمائية، إضافة إلى تفعيل تبادل الكفاءات والخبرات بين البلدان العربية.
كما تهدف الاتفاقية، وفق بنودها، إلى تعزيز الجهود لدعم التعاون في الميادين الثقافية والسينمائية وتنظيم دورات تدريبية وورشات عمل ولقاءات عمل لرفع قدرات الشباب في الصناعات الثقافية.
ومن المرتقب أن يضم المشروع مركز مؤتمرات متعدد الأغراض، وقاعة عروض تتسع لما يقارب 300 شخص ومسرح وأقسام للتدريب واستديوهات متعددة الأغراض.