لا زالت المشاكل تتناسل داخل اتحاد طنجة، ككرة ثلج تزحف على مكتب محمد الشرقاوي الذي وقف عاجزاً أمام ما يعيشه الفريق الأول، حيث وصل الأمر إلى عدم القدرة على تسديد مصاريف تنقل وأجور اللاعبين.
ووفق مصادر تحدث إليها الموقع، فإن الفريق يعيش “أسوأ” أزمة منذ تأسيسه، خاصة بعد تعاظم احتجاجات اللاعبين التي تجاوزت الإضراب عن التداريب إلى التهديد بعدم خوض مباراة الفتح الرباطي، لولا تدخل عضوين من المكتب.
مصادر مطلعة على خبايا “فارس البوغاز” تقول إنه لا “يجب محاسبة اللاعبين بعد الآن، خاصة بعد الأداء الذي قدموه أمام الفتح الرباطي أمس الجمعة، بل يجب محاسبة المكتب المسير الذي بات عاجزا عن حل المشاكل المادية التي أثقلت كاهل الفريق، بعد أن ألف الحلول الترقيعية وتدخل جهات أخرى لتوفير السيولة اللازمة”.
وأضافت المصادر أن على “المكتب المسير أداء أزيد من 300 مليون سنتيم كأجور للاعبين خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، كما أن عليه التفكير في كيفية ضمان أجور الأشهر المقبلة للفريق، ناهيك عن مصاريف التنقلات والمبيت في الفنادق”.
وأبرزت المصادر أن “ابتعاد بعض الأسماء التي كانت ضمن المكتب الموسم الماضي، جاء لأنهم شاهدوا أشياء غير طبيعية تمارس داخل أروقة النادي”.
إلى ذلك، ينتظر المكتب المسير لاتحاد طنجة تفاعل الوالي الجديد يونس التازي مع مشاكل الفريق كما كان يفعل محمد امهيدية، حيث استطاع حشد الدعم للفريق بحوالي مليار ونصف سنتيم في عهد الرئيس السابق محمد أحكان وملياري سنتيم في عهد الشرقاوي.
المصادر ذاتها أشارت إلى أن من بين الأخطاء التي ارتكبها الشرقاوي الرفع من أجور اللاعبين الذين تم التعاقد معهم، حيث وصل بعضها إلى 40 ألف درهم، كما أن منح التوقيع مع اللاعبين أثقلت كاهل المكتب المسير.
واعتبرت المصادر أن بيان مكتب الشرقاوي الأخير بتشكيل لجان للتواصل مع المؤسسات ما هي إلا “بروباغاندا” فارغة، الهدف منها إسكات الجماهير الغاضبة، كما تساءلت المصادر: “كيف لمدينة الـ700 مليونير لا يستطيع مكتبها تأدية مستحقات اللاعبين؟”.
وعلى عكس رجال أعمال سابقين ترأسوا مكتب فارس البوغاز، حيث كانوا يؤدون أجور اللاعبين من جيوبهم الخاصة خلال الأزمات، قبل استرجاعها عند دخول منح المؤسسات العمومية، يلجأ الشرقاوي ومكتبه إلى لغة “السعاية” كل ما اشتدت الأزمة بالفريق، وهو ما جعل بعض المصادر تتساءل: “كل الأندية في العالم يترأسها ويتكون مكتبها من أثرياء وأناس يضخون الأموال أو يحسنون جلبها وتدبيرها، إلا مكتبنا الذي يلجأ كل مرة إلى السلطة أو رجال الأعمال لسد الخصاص”، مضيفة: “ماذا قدم هذا المكتب للفريق، سوى أنه ضم أسماء لم يكن يعرفها أحد وأصبحت بقدرة قادر على كل لسان”.
وترى المصادر أنه حان الوقت لتغيير المكتب المسير لفريق اتحاد طنجة، بآخر قوي يرأسه رجال أعمال، قادرون على دعم الفريق ماديا وكذا حل مشاكله الإدارية، بدلا من سياسة “عاونو كيبو”.
الشرقاوي يتهرب من أسئلة الصحافيين
وفي الوقت الذي يتساءل الجميع عن وضعية اتحاد طنجة، وكذا الإجراءات التي سيقوم بها المكتب المسير من أجل حل الأزمة المادية، حاول موقع “طنجاوة” التواصل مع رئيس فريق اتحاد طنجة مرارا من أجل أخذ رأيه في الموضوع لكنه كان في كل مرة يتهرب من الجواب بمبرر أو بآخر.
مصادر قريبة من الشرقاوي، أكدت أنه “أنهك ماديا ونفسيا” كما أن جميع الأبواب أغلقت في وجهه، حيث حاول التواصل مع رجال أعمال ومؤسسات دون جدوى.