أهمها ملف التعاقد وأساتذة الابتدائي والمقصيين من خارج السلم والنقص من ساعات العمل
شهدت مدينة الرباط منذ صباح اليوم إنزالا كبيرا لنساء ورجال التعليم القادمين إليها من عدة مدن مغربية للمشاركة في مسيرة حاشدة دعت إليها التنسيقيات التعليمية الرافضة للاتفاقات الأخيرة الموقعة بين النقابات والحكومة.
وبينما عادت نسبة كبيرة من الأساتذة إلى فصولهم الدراسية مباشرة بعد توقيع النقابات لاتفاق أولي يوم 26 دجنبر مع اللجنة الحكومية الثلاثية، لكن أغلبهم لم يقتنع بنتائج هذا الاتفاق الذي وصفوه، وفق مصادر تروبية لـ”طنجاوة”، بكونه لبّى مطالب فئات أخرى تنتمي للوزارة لكنها لم تشارك قطّ في النضال التعليمي وخرجت هي أكبر المستفيدين منه، في حين أن فئات عريضة من هيئة التدريس لم يتم تلبية مطالبها أو حتى جزء منها.
وفي هذا السياق، يؤكد أحد الأساتذة المحتجين لـ”طنجاوة” أن ملف المتعاقدين لم يتم حله فعليا بإدماج كامل لهم في نظام الوظيفة العمومية وتمكينهم من مناصب مالية مركزية إسوة بزملائهم المرسمين، كما أن ملف المقصيين من خارج السلم ظل في نقطة الصفر بعدما حرم هؤلاء من الأثر الرجعي الإداري والمالي في الترقية.
من جهتهم، يحتج أساتذة التعليم الابتدائي على تهميش الوزارة لهم رغم أنهم يشكلون نصف عدد المدرسين بالوزارة التي حرمتهم من تعويض ال500 درهم الذي منحته لفئات أخرى، كما أنهم لم يستفيدوا من طلبهم الملح في تخفيض ساعات العمل التي تصل 30 ساعة أسبوعية منها 6 ساعات تضامنية فرضت عليهم في الثمانينات بشكل مؤقت قبل أن يتم فرضها عليهم بشكل دائم دون حق ودون تعويض.
واعتبر العديد من المهتمين بالشأن التربوي أن الأساتذة بهذه المسيرة الحاشدة لنهار اليوم يوجهون رسالة قوية للوزارة والحكومة مفادها أنهم عادوا إلى حجرات الدرس لتحقيق هدنة فقط ومنح وقت أكبر للحوار وليس لاقتناعهم بنتائج الاتفاقات الموقعة مع النقابات، وبأنهم قادرون على تحقيق التعبئة النضالية من جديد والعودة لشل المؤسسات التعليمية في حال لم تتحقق أهم مطالبهم.