عبرت العديد من الفعاليات الرياضية والسياسية بمدينة طنجة عن تخوفها على مصير الفريق الأول للمدينة، خصوصا بعد تزايد متاعب الرئيس محمد الشرقاوي، والتي كان آخرها التوصل باستفسار من والي جهة الشمال يونس التازي بخصوص إصدار رخصة أحادية بالمقاطعة التي يرأسها، بالإضافة إلى نهج “الحياد” الذي تبنته السلطات مع الفريق الأول للمدينة، عكس الولاة السابقين.
وفي هذا السياق، لم تخف مصادر تحدثت إليها موقع “طنجاوة” توجسها من المستقبل الضبابي الذي بات يتربض بالاتحاد، حيث يرى عضو بمجلس المدينة أن اتحاد طنجة في حاجة إلى تدخل “مؤسسة” الوالي من أجل إنقاذها، مؤكدا أن “استمرارية الفريق ليست مرتبطة بالرئيس، على اعتبار أن فارس البوغاز ملك لجميع أبناء طنجة”.
وأضاف المصدر ذاته متسائلا: “ما مصير أموال التذاكر التي جرى بيعها، مع العلم أن سياسيين أنعشوا خزينة اتحاد طنجة بمبالغ مالية مهمة، عبر شراء كمية كبيرة من التذاكر لتوزيعها على مشجعي فريق البوغاز؟”.
واعتبر عضو بمكتب اتحاد طنجة أن المكتب مُلزم بعقد الجمع العام في أقرب وقت، وكذا المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، متسائلا عن “مصير المبالغ المالية التي توصل بها الفريق من المؤسسات المانحة؟”.
مضيفا: “ماهي الأسباب التي جعلت الرئيس لم يعقد الجمع العام، وهل هو خائف من اختلالات محتملة؟”.
الفريق ملك للمدينة
في السياق ذاته، قال حسن بلخيضر، المستشار الجماعي وعضو المكتب الأسبق لفريق اتحاد طنجة، إن “الفريق ملك للمدينة وساكنتها وجمهورها، ومن الواجب مساعدة الفريق وتذليل الصعاب في وجهه خاصة أنه محروم من ملعبه وجمهوره منذ سنتين، إضافة إلى أزمة كورونا التي عجلت بتوقف 3 محتضنين عن دعمه، حيث فقد مداخيل تقدر بأكثر من ستة ملايير سنتيم في أربع سنوات الأخيرة نصفها من مداخيل الجمهور”.
ويرى بلخيضر أن أسباب تأزم وضعية الفريق ترجع إلى توقف محتضنين رسميين عن دعمه منذ 7 سنوات وهما أمانديس والمكتب الوطني للمطارات، حيث تصل ديون الفريق لدى هذين المحتضنين إلى أكثر من ملياري سنتيم.
وأكد بلخيضر على ضرورة تضافر الجهود من أجل مساعدة الفريق في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها، خاصة أن مدينة طنجة مقبلة على احتضان كأس إفريقيا السنة المقبلة، و”ليس من المقبول أن تحتضن منافسة بهذا الحجم وفريق المدينة يعاني ماديا”، معتبرا أن منح المجالس المنتخبة لا تمثل سوى ثلث المصاريف.
وأضاف أن “المكاتب المتعاقبة سعت جاهدة إلى حل المشاكل المادية لكن بدون ملعب ودون جمهور ودون محتضنين يصبح الأمر صعبا جدا على أي مسير”، كما أشار إلى أن جميع الرؤساء الذين قدموا الكثير لفريق اتحاد طنجة رغم الظروف الصعبة. وقال: “من لم يسير مكتب اتحاد طنجة لن يعرف المشاكل الحقيقية”. مضيفا: “لنا كل الثقة في الوالي التازي على مساعدة الفريق ودعمه في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها”.
تدخل الوالي أصبح ضروريا
من جهته، اعتبر عبد الواحد بولعيش، رئيس لجنة الشؤون الثقافية والرياضية بجماعة طنجة، أنه من العار أن يتخبط الفريق الأول لمدينة تعرف “طفرة اقتصادية” في مشاكل مالية، في غياب شبه تام للمحتضنين.
وأكد بولعيش على ضرورة التفريق ما بين تدبير الشأن المحلي والرياضي، معتبرا أن استفسار الوالي للشرقاوي مسألة إدارية لا علاقة لها بكرة القدم.
ودعا إلى ربط المسؤولية بالمحاسبة داخل مكتب اتحاد طنجة، وكذا عقد جمع عام في أقرب الآجال من أجل تقديم التقريرين الأدبي والمالي.
وأضاف أنه على الفاعلين السياسيين والاقتصاديين دعم الفريق ماديا، بدل تركه يتخبط في مشاكل لا تنتهي، على حد قوله.
وقال: “كطنجاويين نريد رؤية فريقنا في أحسن حال”.
واعتبر أن تدخل الوالي أصبح ضروريا من أجل إنقاذ اتحاد طنجة، الذي يمثل الوجه الرياضي لعاصمة البوغاز، مشيرا إلى أن اتحاد طنجة له من الإمكانيات ما يكفي من أجل الحصول على مراتب متقدمة في البطولة الاحترافية، بدل تذيل أسفل الترتيب.
وفي السياق ذاته، أكد أحمد بروحو مستشار بجماعة طنجة على ضرورة دعم المكتب المسير للرئيس، وكذا البحث معه عن الحلول الممكنة من أجل الخروج من وضعة الأزمة.
ويرى بروحو أنه لا يمكن تحقيق نتائج جيدة دون حل المشاكل الإدارية للفريق، مشيرا إلى أن طنجة لها من الإمكانيات ما يكفي من أجل التوفر على فريق رائد على المستوى الوطني.
ليس الوالي فقط!
من جانبه، اعتبر محمد الشرقاوي، رئيس فريق اتحاد طنجة، أن على الفاعلين الاقتصاديين تقديم يد المساعدة للفريق الأول للمدينة، وليس الوالي التازي فقط.
وأوضح الشرقاوي في تصريح لموقع “طنجاوة” أن الوالي التازي قام بخطوة كبيرة، من أجل مساعدة الفريق بينها المحافظة على ملعب التداريب في القرية الرياضية.
وقال: “على الجميع التحرك.. اتحاد طنجة فريق المدينة بأكملها”، مشيرا إلى أن الفريق حقق إشعاعا على المستوى الدولي السنة الماضية ببقائه في قسم الصفوة، كما أن كبار القنوات العالمية تحدثت عن إنجازاته، ما منح إشعاعا سياحيا للمدينة.
وأضاف أنه تمكن اليوم الخميس من استقطاب مستشهر (فضل عدم الكشف عن هويته) سينعش خزينة اتحاد طنجة بمبلغ قد يصل إلى 6 مليون درهم سنويا.
وفي السياق ذاته، أكد يوسف بن جلون رجل الأعمال وعضو مجلس المدينة، أن على جميع الفاعلين التعاون مع فريق المدينة كل واحد من موقعه، وليس والي جهة الشمال فقط.
وأضاف أن “طنجة ثاني قطب اقتصادي، وأيضا مقبلة على استضافة كأس إفريقيا والعالم وبالتالي يجب تضافر الجهود من أجل إنقاذ الفريق الأول للمدينة”.