برحو: المؤسسة أصبحت بين عشية وضحاها قوية بوسائل وإمكانيات لوجستية ضخمة
للسنة الثالثة على التوالي، ما زال انفراد “مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والاجتماعي والرياضي (المقربة من حزب التجمع الوطني للأحرار) بتنظيم “رمضانيات طنجة الكبرى”، يثير جدلا في أوساط الفاعليين السياسيين في المدينة، الذين يعتبرون أن المؤسسة التي يقودها رئيس اللجنة الثقافية بالمجلس الجماعي والمدير الجهوي لقطاع الشباب بجهة الشمال، المنتميان إلى الأحرار، ومقربون “أقوياء” من حزب أخنوش “كتعمل السياسة بالطنجاويين“.
وتضيف المصادر ذاتها أن جهة الشمال التي يرأسها عمر مورو، المنتمي إلى حزب الأحرار، ساهمت بـ 50 مليون سنتيم لمؤسسة “طنجة الكبرى”، التي يعتبرها عدد من السياسيين والفاعلين في المجتمع المدني “محظوظة”، بل أكثر حظا من فريق المدينة الأول لكرة القدم الذي يعاني الأمرين للخروج من أزمته المالية.
ويعتبر سياسيون أن الجمعية “المثيرة للجدل” ظهرت فجأة بإمكانيات ضخمة، كما أن أبواب المؤسسات العمومية فُتحت في وجهها، على عكس باقي جمعيات المجتمع المدني في طنجة التي راكمت خبرة سنوات من الاشتغال “بدون أن يكون لديها نفس الحظ”.
سياسيون يؤكدون أن المجلس الجماعي لم يجد حلا لتغطية فشل المكلفين بالشؤون الثقافية في تسطير برنامج واضح لأنشطة رمضان ينظمه مجلس المدينة، سوى الاختباء وراء مؤسسة طنجة الكبرى “مولات القوى الخفية”.
كما وجهت المصادر ذاتها سهام الانتقاد للنائبة المكلفة بالشأن الثقافي، معتبرين أنها لم تتمكن من صياغة برنامج للأنشطة الرمضانية، ما منح لـ “تكتل الأحرار” فرصة ذهبية من أجل الانفراد بهذه الأنشطة، والتسويق لنفسه سياسيا.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن منير ليموري عمدة طنجة يريد كسب نقاط هذه “الأنشطة الرمضانية” لصالح الجماعة، بما أنه ليس هناك من يقوم بإعداد البرنامج.
مؤسسة خُلقت وفي فمها معلقة من ذهب
ويرى أحمد برحو، رئيس فريق العدالة والتنمية بجماعة طنجة، أن المؤسسة تعتبر “تكتلا سياسيا في مجلس المدينة”، حيث أصبحت بين عشية وضحاها قوية بوسائل وإمكانيات لوجستية ضخمة، وكأنها خُلقت وفي فمها معلقة من ذهب.
وتساءل بروحو حول مصدر قوة هذه الجمعية، ومن أين جاءت بهذه الإمكانيات وهي حديثة النشأة؟ ولماذا تحظى بهذا الدعم؟ وقال: “المؤسسة توحي لنا بجمعيات الهضاب والسهول التي تخلق بين عشية وضحاها”.
كما أكد أنه ليس ضد التنشيط الثقافي في المدينة، ولكنه ضد احتكاره في يد “تكتل سياسي”.
تهميش للمقاطعات
ويعتبر بلال أكوح، المستشار الجماعي عن الحزب الاشتراكي الموحد، أن برنامج رمضانيات لهذه السنة كان “سيكون أفضل لو تم الانفتاح على مكونات أخرى بمجلس المدينة لتحقيق مبدأ الإشراك أولا، ثم لجعله يتمتع بالشمولية، وكذا إبراز مجهودات كل الأطراف الممثلة للساكنة”.
مضيفا أن “واحدة من النقاط التي لطالما انتقدها المتتبعون هي تركيز أنشطة البرامج الرمضانية في مركز المدينة، وعدم نقلها إلى الأجزاء البعيدة، ليكون برنامجا شاملا لتراب كل المقاطعات”.
وأضاف أن “الشأن الثقافي أكثر ما تم انتقاده على مستوى أداء جماعة طنجة، وخصوصا البرامج الرمضانية”.
دعوات للمحظوظين
وتفاجأ سعيد أهروش، رئيس مقاطعة السواني، بتوزيع الدعوات على بعض المحظوظين لحضور حفل الرمضانيات المقام في أحمد بوكماخ، الموجودة في النفوذ الترابي للسواني، دون توصله بدعوى أو ببرنامج.
واعتبر أهروش أن الكثير من السياسيين لا يفرقون بين العمل الجمعوي والعمل الجماعي، كما تخوف من أن تتحول “الرمضانيات” من أنشطة ثقافة إلى تسويق سياسي لحزب معين”، محذرا من كون الأمر لا يسير في الاتجاه الصحيح.
راض بالبرنامج
من جانبه، اكتفى محمد الحمامي، رئيس مقاطعة بني مكادة، بترديد عبارة “أنا راض بالبرنامج وماعندي منقول”، مشيرا إلى أن الجماعة لديها برنامجها والمقاطعة أيضا.
وقال في تصريح لموقع “طنجاوة”: “في وقت ما كان صراع.. أما الأن نحن راضون ومتفاهمون”.