1- شكلت البكالوريا محطة بالغة الأهمية والحساسية في الآن عينه بالنسبة للتلميذات والتلاميذ وأولياء أمورهم وباقي مكونات البنية التعليمية – التربوية، لأنها ببساطة تتويج لمسار دراسي قاعدي، قد يتجاوز اثنتي عشرة سنة من التحصيل المعرفي والقيمي والمنهجي، مما يمنح لهذه الشهادة التعليمية هذا القدر من المكانة المجتمعية المخصوصة، ويحدو بالمؤسسات التربوية إلى التعبير المشروع عن فرحتها وسعادتها بنجاح المتمدرسين وتفوقهم، وهذا ما لا يحدث عندما نجتاز اختبارات عديد المستويات الجامعية والمهنية الرفيعة، مما يعني من جملة ما يعني، أن للبكالوريا أو شهادة الثانوية العامة بتعبير إخواننا المشارقة، طعما بنكهة استثنائية، رغم إدراكنا العميق بأنها مجرد وثيقة تمنح لصاحبها خوض التجارب والمعارك القادمة وما أكثرها، بقدر كبير من الجدية والفاعلية والشعور بالمسؤولية.
2 – وفي هذا الإطار شهدت مجموعة من المؤسسات الثانوية والمسارح وقاعات العروض في مختلف مدن المغرب، احتفالات بديعة تليق بهذا الاستحقاق الوطني المفصلي. وكمثال دال على ذلك، فقد شهد مسرح “محمد الحداد” بمدينة طنجة يوم الثلاثاء 03/07/2024 حفلا بهيجا، خصص لتوزيع الجوائز على المتمدرسين الذين حققوا إنجازات مرموقة، بتنظيم وإشراف الثانوية التأهيلية “ليتكس”، التي بصمت على موسم دراسي بالغ التميز، حيث تجاوزت نسبة النجاح فيها 96 في المائة في الدورة العادية، ونسبة النجاح بالميزة 92 في المائة، كل هذه النتائج المتألقة كان لا بد أن تعرض أمام التلاميذ وأوليائهم، عبر فقرات موسيقية رصينة، وتعريف بالأنشطة التربوية ذات الأبعاد الاجتماعية والإبداعية، بلورها هؤلاء التلاميذ على أرض الواقع طيلة مراحل الموسم الدراسي الرائع.
3 – وقد كان هذا الحفل الجميل عرفانا بقيم الاجتهاد والمعرفة والتفوق اللامحدود، كما أنه كان بمثابة تحفيز التلاميذ القادمين، وجعلهم يستشعرون جدوى الانكباب على العمل والمثابرة وحسن السلوك، إذ أن النجاح سواء في الميدان التعليمي أو غيره من الميادين الأخرى، هو حصاد منطقي وموضوعي لما يبذل من تضحيات وتقديم ما في الوسع من أجل الغايات السامية والمرامي الفاضلة. ونحن في هذا السياق بقدر ما نهنئ تلامذتنا على تفوقهم وتميزهم، بقدر ما نرجو لهم مزيدا من السير الهادف، في سبيل الرشاد من أجل غد أكثر أملا و رقيا وتقدما.
* إطار تربوي وباحث في قضايا الفكر والسياسة