سيساهم في تعزيز الجانبين التجاري والسياحي كما يتماشى مع سياسات حماية البيئة
يشهد مشروع الخط البحري الرابط بين ميناء طريفة الإسباني وميناء طنجة المدينة يشهد تطورا واعدا، حيث انطلقت عملية اختيار شركة لتشغيل هذا الخط البحري بناء على معايير تقنية وبيئية صارمة.
وتهدف هذه الخطوة بحسب المصادر إلى تحسين جودة النقل البحري وتطوير خدمات جديدة تسهم في تعزيز السياحة والتجارة بين الجانبين، بما يتماشى مع استراتيجية المغرب للانتقال الأخضر.
ووفقا للمصادر ذاتها، تضمنت معايير الاختيار عمر السفن، وطاقتها الاستعابية سواء تعلق الامر بالمسافرين او السيارات، ومدى احترام المعايير البيئية.
في هذا السياق، أظهرت شركة “باليريا” تفوقا بتقديم عرض مبتكر شمل سفنا تعمل بالطاقة الكهربائية، متماشية مع أهداف المغرب البيئية الرامية إلى تقليل انبعاثات الكربون، تقول المصادر.
جدير بالذكر، أن الخط البحري بين طريفة وطنجة المدينة كان يعاني في السنوات الماضية من مشكلات تتعلق بتهالك السفن وضعف حمولتها، ما أثر على تجربة المسافرين خاصة خلال موسم الصيف بالتزامن مع عملية “مرحبا” لاستقبال الجالية المغربية المقيمة بالخارج.
وسيوفر العرض الجديد لباليريا سفنا حديثة بسعة تتجاوز 800 مسافر وأزيد من 200 سيارة لكل سفينة، مع قدرة استيعاب تصل إلى 1.3 مليون مسافر سنويا، وهو ما سيحدث نقلة نوعية في مستوى الخدمة ويعزز استقطاب السياح.
على الجانب الآخر، قدمت الشركتان المنافستان، “DFDS” وSercomisa”، عروضا لم تصل إلى مستوى عرض “باليريا”، حيث اقتصرت السعات الاستيعابية على 700 مسافر و140 سيارة للأولى، و500 مسافر و50 سيارة للثانية، مما وضعهما في مرتبة أقل من حيث الابتكار والاستدامة.
المصادر ذاتها أكدت أن السفن الجديدة المزمع تشغيلها من طرف شركة Baleària ستُزوّد بنظام شحن كهربائي يُتيح لها تقليل التأثير البيئي، ما يجعلها خيارا رائدا من حيث الاستدامة.
ويتماشى هذا التوجه مع التزامات المغرب الدولية، مثل اتفاقية “وان أوشن ساميت”، التي تهدف إلى حماية المحيطات من التلوث الناتج عن النشاط البحري، وتعزز استخدام وسائل نقل صديقة للبيئة.
وتتوقع المصادر ذاتها أن يكون لمشروع باليريا تأثير إيجابي على السياحة المغربية، خصوصا في جهة طنجة، اذ يُقدّر أن حوالي 45% من المسافرين عبر هذا الخط هم سياح أوروبيون، ما يعني زيادة تدفق العملات الأجنبية إلى المغرب. علاوة على ذلك، يُنتظر أن تُقدّم الشركة المشغلة أسعارا مغرية وعروضا خاصة بهدف جذب المزيد من المسافرين وتحقيق الهدف السنوي البالغ 1,3 مليون مسافر في السنة.