بقلم يونس الداليرو
ما حدث بالأمس للاعب الناشئ ريان أزواغ يعكس تحديات كبيرة يواجهها اللاعبون الشباب في مراحل تكوينهم الأولى، خاصة عندما يجدون أنفسهم تحت الأضواء الإعلامية وضغط المباريات الكبرى. ورغم المؤهلات التقنية المميزة التي أظهرها هذا اللاعب الشاب، إلا أن الجانب النفسي يبقى عاملاً حاسماً، وقد يتسبب في عرقلة تطوره إذا لم يتم التعامل معه بحذر واحترافية.
أولاً: الجوانب النفسية والضغط الإعلامي
ريان أزواغ لا يزال في طور الإعداد، ومثل هذه المواجهات الكبيرة قد تكون عبئاً ثقيلاً عليه. الجانب النفسي، وهو ركيزة أساسية في بناء شخصية اللاعب، لم ينضج بعد بالقدر الذي يمكنه من تحمل الضغط الإعلامي والجماهيري. إدخاله في مباراة بهذا الحجم قد يكون قراراً سابقاً لأوانه، وربما أثر على أدائه وثقته بنفسه.
ثانياً: المبالغة في المديح والتوقعات
كثرة المدح والنفخ في قدرات اللاعبين الشباب غالباً ما تؤدي إلى نتائج عكسية. تسليط الأضواء بشكل مفرط على ريان أزواغ قد يكون له آثار سلبية، حيث يرتفع سقف التوقعات إلى مستويات غير واقعية. هذا الزخم الإعلامي والعاطفي يضع اللاعب في مواجهة تحديات تفوق قدراته الحالية، مما يعرضه لخطر فقدان التركيز وربما الثقة بنفسه.
ثالثاً: احترام مراحل تكوين اللاعب
صناعة الأبطال تتطلب وقتاً وجهداً طويلاً، فضلاً عن احترام مراحل تطور اللاعب تدريجياً. وهنا يبرز السؤال: هل تم احترام هذه المراحل في حالة ريان أزواغ؟
– ربما كان من الخطأ إشراكه في مباراة بهذا الحجم دون إعداد كافٍ.
– كان من الأفضل أن يلعب دقائق معدودة فقط، على أن يتم رفع عدد الدقائق تدريجياً مع مرور الوقت.
– يجب تقليل الضغط الإعلامي عنه، والتركيز على دعمه نفسياً وبدنياً بعيداً عن الأضواء.
رابعاً: دور المدرب ومسؤوليته
قرار إشراك ريان أزواغ في المباراة يعكس رؤية المدرب، وهو قرار يجب احترامه حتى وإن كان خاطئاً. المدرب يتحمل جزءاً من المسؤولية في هذه الحالة، لكن في النهاية، يبقى الهدف هو التعلم من الأخطاء وتصحيحها لضمان تطور اللاعب بطريقة سليمة.
الخلاصة
ريان أزواغ لاعب واعد يمتلك إمكانيات تقنية كبيرة، لكن نجاحه يحتاج إلى توازن بين الإعداد النفسي والبدني، واحترام مراحل التطور الرياضي. تسليط الأضواء الإعلامية بشكل مفرط أو اتخاذ قرارات غير محسوبة قد يضر بمستقبله الكروي. لذلك، يجب أن يكون هناك تعاون بين المدرب والإدارة والإعلام لضمان توفير بيئة مناسبة لهذا اللاعب الشاب ليحقق أقصى إمكاناته دون تعريضه لضغوط تفوق قدراته الحالية.