أثار تحويل خافرة الإنقاذ “البوغاز” من ميناء الصيد بطنجة إلى ميناء طنجة المتوسط جدلا واسعا، خاصة بعد أن تُركت الخافرة عرضة للإهمال لأكثر من ستة أشهر، دون أن تُستغل للغرض الذي اقتُنيت من أجله.
الخافرة، التي تم تمويلها من ميزانية قطاع الصيد البحري، كان من المفترض أن تخدم ميناء الصيد بطنجة والموانئ المجاورة، حيث تساهم في حماية الصيادين وإنقاذهم في حالات الطوارئ. إلا أنها نُقلت إلى ميناء طنجة المتوسط، الذي تشرف عليه الوكالة المغربية للموانئ، في خطوة أثارت استغراب المهنيين.
ويؤكد مهنيون أن الخافرة المسماة “البوغاز” ليست مناسبة لميناء بحجم طنجة المتوسط، الذي يحتاج إلى خافرة أكبر مخصصة للتدخلات الكبيرة وقادرة على حمل أكثر من 300 راكب. في المقابل، تم تصميم “البوغاز” لتلبية احتياجات إنقاذ الصيادين في الموانئ الصغرى والمتوسطة، مما يجعل وجودها في ميناء طنجة المتوسط غير ملائم وغير ذي جدوى.
وفي السياق ذاته كشف المستشار البرلماني يوسف بنجلون لموقع طنجاوة أن الخافرة، التي كلفت 25 مليون درهم من ميزانية الصيد البحري، ظلت معطلة منذ وصولها وتتعرض للتآكل بسبب احتكاكها برصيف الميناء، دون أن تُستغل لأي غرض.
وأكد بنجلون أن تحويل الخافرة جرى “دون وجه حق”، مشيرا إلى أن حياة البحارة باتت مهددة في ظل غياب خافرة إنقاذ تلبي احتياجات ميناء الصيد بطنجة، خاصة مع تقلبات الطقس المستمرة، مشيرا أنه أكد على هذه المسألة خلال الاجتماع الأخير لمناقشة الميزانية الفرعية للصيد البحري بمجلس المستشارين.
وأوضح البرلماني الاتحادي أن ميناء طنجة المتوسط، باعتباره واحدا من أكبر الموانئ العالمية، ليس بحاجة لهذه الخافرة، التي كان من المفترض أن تخدم ميناء الصيد والموانئ المجاورة.
وأشار البرلماني إلى أن الوزير السابق، الذي يشغل حاليا منصب رئيس الحكومة، كان قد وعد ببرمجة خافرة جديدة بمواصفات عالمية لميناء الصيد طنجة، وهو الأمر الذي تم تسجيله في محاضر البرلمان بغرفتيه، وتم رصد ميزانية خاصة له. إلا أن البحارة والمهنيين تفاجؤوا بتدشين الخافرة “البوغاز” في ميناء طنجة المتوسط، رغم أنها مخصصة لميناء الصيد.
وعبر بنجلون عن استنكاره لهذا القرار الذي اعتبره “غير مبرر”، متسائلا عن الأسباب والدوافع وراء هذه الخطوة، التي قال إنها تهدد سلامة البحارة وممتلكاتهم.
وطالب بتدخل عاجل لإعادة الخافرة إلى مكانها الطبيعي في ميناء الصيد بطنجة، مؤكدا أن استمرار الوضع الحالي يعكس سوء تدبير يمس مصداقية المؤسسات ويهدد أرواح البحارة.
ودعا البرلماني الجهات المسؤولة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة هذا الوضع الذي أثار استياء كبيرا في أوساط المهنيين والبحارة بمنطقة طنجة.