أثار مشروع سكني جديد في منطقة مسترخوش بمدينة طنجة موجة من الجدل والانتقادات، وسط اتهامات بعدم احترام تصميم التهيئة والتصميم المعماري الأصلي للمشروع.
ووفق مصادر موقع طنجاوة فإنه من المفترض أن يوفر التصميم المعماري الأصلي للمشروع مساحات خضراء شاسعة، ومرافق مشتركة، ومسافات مدروسة بين المباني، إلا أن التنفيذ على أرض الواقع أظهر تغييرات بارزة أثرت بشكل كبير على معالم المشروع الأساسية.
بالإضافة إلى كون المنعش العقاري لم يحترم تصميم التهيئة وقام ببناء جزء من مشروعه على منطقة “محرمة للبناء” ما أثار حفيظة المهتمين بالشأن العمراني.
اللافت في هذا السياق أن المشروع يُنسب إلى نصر الله كرطيط، رئيس اتحاد طنجة لكرة القدم وهو منعش عقاري نافذ في المدينة.
هذا المعطى أثار العديد من التساؤلات حول مدى التزامه بالقوانين، خاصة أنه يُعتبر “شخصية عمومية” يُفترض أن تقدم نموذجا يُحتذى به في احترام القانون.
المشروع أصبح حديث الساعة في طنجة، حيث تتعالى الأصوات المطالبة بضرورة تدخل السلطات المحلية للتحقق من مدى الالتزام بتصميم التهيئة، وتعزيز الرقابة على المشاريع العقارية التي ترتبط بشخصيات مؤثرة لضمان الشفافية وحماية المصلحة العامة.
إلى ذلك تواصل موقع طنجاوة مع نصر كرطيط صاحب المشروع من أجل الرد، لكنه قال: ” لاعلم لي بالموضوع”.
ملكية الأرض محل شكوك منذ البداية
الوثائق التي حصل عليها موقع “طنجاوة” تكشف أن الأرض التي شُيد عليها المشروع كانت محل شكوك منذ البداية، فقد كانت مسجلة باسم سيدة قامت بإعداد وثيقة حيازة وتصرف بتاريخ 11 مارس 2003، اعتمادا على شهود معظمهم لا ينتمي إلى منطقة مسترخوش التي تقع فيها الأرض.
المثير للريبة أن هذه الوثيقة أتبعها، بعد ستة أيام فقط، توقيع عقد بيع الأرض لشخص آخر، ما يثير تساؤلات حول مدى صحة الحيازة وكيف تم العثور على المشتري بهذه السرعة؟
لكن القضية لم تقف هنا، إذ تشير الوثائق إلى أن المالك الجديد واجه تعرضا لدى المحافظة العقارية من شخص آخر ادعى ملكيته للأرض مستندا إلى وثيقة حيازة تعود إلى عام 1944، ليتم فيما بعد التوصل إلى اتفاق بين الطرفين يقضي بتنازل الطرف المعترض مقابل النصف المشاع من الملكية موضوع مطلب التحفيظ.
انتقال الملكية إلى المنعش العقاري
بعد إنهاء النزاع وتقسيم الأرض بين الطرفين، تم تحفيظها وبيعها بشكل مشترك.
لاحقا، انتقلت ملكية الأرض إلى أشخاص آخرين قبل أن يقوم المنعش العقاري نصر الله كرطيط بشرائها، ليحولها إلى مشروع سكني أثار جدلا واسعا.
هذا المشروع لا يواجه فقط اتهامات بعدم الالتزام بتصميم التهيئة، بل يحيط به أيضا لغط حول تاريخ ملكية الأرض وكيف تم تحفيظها؟ والطريقة التي انتقلت بها من يد إلى أخرى.