أكد إدريس القري الكاتب والباحث في الفلسفة والجماليات البصرية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي ليس عيبا، ولكنه يتطلب ضبط الأدوات الأكاديمية التقليدية أولا، وإتقان اللغات.
وأوضح القري الذي ألقى الدرس الافتتاحي لطلبة سلك الدكتوراه وماستر حقوق الإنسان والتقاضي الدولي بكلية الحقوق التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، أنه كلما كان الباحث متحكما من أساسيات البحث العلمي، زادت استفادته من تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT.
وأشار القري إلى أن الباحث في الماضي كان يضطر للسفر أو تعلم لغة جديدة للحصول على مصادر بحثية، في حين أصبح الذكاء الاصطناعي يوفر بدائل توفر الوقت والجهد.
وحذر القري من خطر الاعتماد المفرط على هذه الأدوات، مشددا على ضرورة التوازن بين الكمي والكيفي في البحث العلمي، وعدم السماح للذكاء الاصطناعي بأن يجعل الباحث عاطلا عن التفكير أو يختزل العملية الأكاديمية في اختصارات قد تضعف جودة البحث.
كما أبرز الأستاذ القري أهمية البعد الإنساني والشخصي في البحث العلمي، حيث إن الشهادات الأكاديمية تتطلب جهدا شخصيا وحضورا فعليا يعكس شخصية الباحث، وهي جوانب لا يمكن للذكاء الاصطناعي تعويضها.
ودعا إلى استيعاب الأسس الكلاسيكية للبحث قبل الاستفادة من التقنيات الحديثة، لضمان توظيفها بشكل يخدم المعرفة ويحقق الأهداف العلمية المنشودة.