بقلم: أيوب الخياطي
لا تزال طنجة عروس الشمال تتفرد بمشهدها الفريد المتمثل بالحفر!
نعم، تلك الحفر التي أصبحت من معالم المدينة التي لا يمكن أن تخطئها العين!
طنجة تحولت إلى متحف مفتوح لمختلف أنواع وأحجام الحفر، وكأنها تُعد ملفا قويا لترشيح نفسها لجائزة “أكبر عدد من الحفر في المتر المربع”.
يقول سكان المدينة إن الحفر في طنجة ليست مجرد مشاكل في البنية التحتية، بل هي تجربة حياتية حقيقية!!
إنها تدربك على المهارات الأساسية للبقاء: مثل المناورة، والتوازن!
أحد السائقين قال بنبرة ساخرة: “أنا ما بقيتش سوقي، أنا أقوم برياضة القفز على الحواجز مع الطوموبيل”.
أما المشاة، فهم يعيشون مغامرة يومية في تفادي السقوط في “فخ البالوعات”، وكأن المدينة قررت أن تمنحهم جرعة يومية من التشويق.
أحدهم وصف الأمر قائلا: “كل خطوة في طنجة هي مقامرة، إما توصل بسلام ولا تجبر راسك في حفرة كتهبطك طابق تحت الأرض!!”
المثير للسخرية أن بعض الحفر أصبحت قديمة جدا لدرجة أنها باتت جزءا من التراث المحلي، فهناك حفر يحتفل سكان الأحياء بمرور سنوات على وجودها، وأخرى تحمل أسماء مستوحاة من شكلها أو موقعها في حي ما!!
وقد تسمع الناس يقولون: “نتلاقاو عند حفرة الحلاق” أو “حذاري من حفرة الشارع الكبير”.
ومع كل هذا، يبدو أن المسؤولين يعتبرون الحفر جزءا من “الهوية البصرية” للمدينة، فالحلول غائبة، والتصريحات حاضرة: “نحن في صدد دراسة الوضع”، “الأمر يتطلب الوقت”، و”سنطلق برنامجا شاملا للإصلاح قريبا”.. لكن هذا القريب لم يأت بعد، وربما لن يأتي أبدا.
في النهاية، لا يسعنا إلا أن نشكر الحفر في طنجة، فهي تجعل الحياة أكثر إثارة، وتمنحنا قصصا مضحكة نحكيها لأصدقائنا…
شكرا للسادة المنتخبين.. طنجة ليست بحاجة إلى ساحات ترفيهية أو حدائق، فالحفر توفر جرعة ترفيه يومية لطنجاوة من أجل نسيان الضغوطات اليومية!