بقلم أيوب الخياطي
في قصة “مجموعة الخير”، تبدو الحقيقة واضحة: “الطمع لم يكن يوما طريقا للثروة، بل بوابة للندم والخسارة!”
المال لا يلد لوحده، ولا يمكن أن ينمو بتوزيعه على الأرصفة أو زراعته في حدائق الأحلام، بل يُستثمر بحكمة ووعي في مشاريع واضحة المعالم وملموسة الأهداف.
قضية “مجموعة الخير” ليست مجرد ملف نصب واحتيال، بل مرآة تعكس حجم الجشع الذي يمكن أن يعمي العقول، والغرور الذي يدفع الناس للتشبث بوهم الربح السريع.
مليارات السنتيمات تبخرت بين ليلة وضحاها، لتترك خلفها أكثر من ألف ضحية.. أسرا منكوبة.. وأحلاما مهشمة.. وضحية غادرت الحياة مرغمة بعدما (وصل السكين للعظام).
في جلسات المحاكمة التي استنزفت وقتا طويلا وأثارت ضجة واسعة، تُكشفت أبعاد المأساة.. من النصب والاحتيال إلى تهريب الأموال وتداول العملات المشفرة بشكل غير قانوني، تتعدد التهم وتتشابك.
وفي وسط هذه الدوامة، كان مشهد الضحايا حاضرا بقوة، ترقبوا بحسرة أحكاما قد تعيد جزءا من حقوقهم، ولو رمزيا!
خمسة أعوام من الحبس النافذ وغرامات مالية أُقرَّت بحق المتهمتين الرئيسيتين، يسرى وكريمة، مع أحكام تراوحت بين الحبس الموقوف والتنفيذ بحق 23 متورطا آخرين.
أحكام قد تكون خطوة نحو العدالة، لكنها تظل عاجزة عن محو آثار الكارثة التي خلفتها هذه الشبكة.
العبرة التي يجب أن تُستقى من هذه المأساة بسيطة: “الطمع طاعون، والمال ليس مجرد أرقام تتضاعف بالوهم.. إنه أمانة يُبنى بعقلانية ويُصان بحذر!
وحين يختار البعض طريق الربح السريع، فإنهم يفتحون أبواب الخسارة على مصراعيها.
فهل ستوقظ هذه القضية وعي المجتمع ليتجنب الوقوع في فخاخ مماثلة، أم أننا سنشهد ولادة “مجموعة خير” جديدة، بأسماء مختلفة وأوهام متجددة؟؟؟؟