في الوقت الذي تسعى فيه مدينة طنجة إلى تحسين المجال البيئي الحضري ومواجهة التلوث والانبعاث الحراري، عبر تخصيص ميزانيات ضخمة لتشييد فضاءات خضراء وتشجير الأحياء، تفاجأ سكان حي الزهرة بمقاطعة بني مكادة بجريمة بيئية أثارت غضبا عارما.
وبحسب شهود عيان، أقدم عمال تابعون للجماعة، أمس الاثنين، على تقليم جذوع 7 أشجار بشارع القدس، التي كانت تضفي على الحي جاذبية بيئية وجمالية مميزة، خصوصا في ظل ندرة الفضاءات الخضراء بالمنطقة.
عملية التقطيع، التي وصفها السكان بـ”المجزرة البيئية”، قوبلت باستنكار واسع من طرفهم، وسط تساؤلات عن دوافع هذا الفعل.
وبحسب معطيات متداولة، فإن هذه الأشغال جاءت استجابة لرغبة أحد المنتفعين لتزيين واجهة محل تجاري على حساب المصلحة العامة، مستغلا تدخل نافذ من داخل الجماعة.
أحد سكان الحي صرح قائلا: “هذه الأشجار لم تكن تشكل أي ضرر، بل كانت متنفسا بيئيا، ساهمت الساكنة في غرسها ورعايتها على مدار سنوات طويلة، لتتحول إلى مكسب بيئي نفتخر به.”
وطالبت الساكنة من السلطات المحلية بفتح تحقيق عاجل في الحادث، مع محاسبة المتورطين واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه التصرفات التي تنم عن استهتار بحقوق المواطنين في بيئة سليمة على حد تعبيرهم.
وفي تصريح لطنجاوة، وصف المستشار الجماعي أحمد بروحو ما حدث بـ”العمل غير المسؤول”، مشددا على ضرورة احترام حقوق الساكنة في التشاور قبل اتخاذ قرارات تمس المجال البيئي للحي.
وأضاف: “كان الأولى بالجماعة أن تعمل على تعزيز الغطاء النباتي بشارع القدس بدل إعدام الأشجار التي تعتبر جزءا من النظام البيئي.”