لم يكن تقرير الفيفا حول استعدادات مدينة طنجة لاستضافة كأس العالم 2030 مجرد تقييم تقني، بل كشف النقاب عن تباين مثير في مواقف المنتخبين، وعلى رأسهم عمدة طنجة منير ليموري ورئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة عمر مورو.
وكشفت مصادر مقربة من تحالف الأغلبية داخل المجلس الجماعي والجهة، أن هذا التباين لم يكن سوى امتداد لصراع سياسي خفي بين الطرفين تغذيه حسابات حزبية ضيقة.
وأضافت المصادر ذاتها، أن عمر مورو اختار خلال ندوة صحافية أعقبت انتهاء الدورة الاستثنائية لمجلس الجهة، الدفاع عن المدينة مقدما صورة “وردية فوق العادة” عن واقعها، خاصة في قطاع الإقامة، معتبرا أن تقرير الفيفا لا يعكس الحقيقة.
وأكد أن طنجة شهدت افتتاح العديد من المؤسسات الفندقية التي تجعلها قادرة على استقبال أي تظاهرة دولية.
وذهب مورو إلى حد التشكيك في مصداقية مقارنة طنجة بفاس، مؤكدا أن هذه الأخيرة لا يمكن أن تتفوق على عروس الشمال في مجال الإيواء.
لكن منير ليموري كان له رأي مغاير، فالعمدة لم يتردد في الاعتراف بملاحظات الفيفا، معتبرا أنها تحديات حقيقية تعكس واقعا لا يمكن إنكاره.
وأوضح في حوار صحافي أن المجلس الجماعي يعمل على معالجة هذه النقائص من خلال مشاريع كبرى، من بينها استثمار مليار درهم في حافلات حديثة، وإطلاق مخطط للنقل الحضري عالي الجودة، بالإضافة إلى تسريع معالجة ملفات الاستثمار في قطاع الإقامة.
غير أن هذه التصريحات لم تُخفِ التوترات السياسية بين الطرفين، التي تعود جذورها إلى خلافات سابقة بين حزبي الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار، حيث بلغت حدة هذه الخلافات حد تبادل الاتهامات بالتشهير والطعن في الشرف، وصولا إلى صدور حكم قضائي ضد أحد أعضاء الأصالة والمعاصرة بتهمة السب والقذف، ما زاد من تعميق الفجوة بين الطرفين.
مصادر قالت إنه وسط هذه الأجواء المشحونة، يبدو أن طنجاوة أصبحوا رهائن لحسابات سياسية ضيقة، في وقت يحتاج فيه سكان المدينة إلى مسؤولين يضعون المصلحة العامة فوق كل اعتبار.