لم تتطلب الأمطار المتساقطة أمس الأربعاء سوى دقائق فقط لتُغرق طنجة، حيث كشفت من جديد عن ضعف بنيتها التحتية، بعدما تحولت بعض الشوارع الرئيسية إلى برك مائية، وشُلّت حركة السير في عدد من المحاور الطرقية، فيما وجد طنجاوة أنفسهم وسط مشاهد تتكرر كل موسم دون حلول ملموسة.
وبعد هذا المشهد الفوضوي، لم تتأخر جماعة طنجة في إصدار بلاغ مطول، استعرضت فيه ما وصفته بـ”المقاربة الاستباقية” و”التدخل الفوري”، حيث تحدثت عن بروتوكولات جاهزة وفرق معبأة لمواجهة تداعيات التساقطات المطرية.
لكن الغريب أن هذه الجاهزية لم تمنع من اختناق الطرقات، ولم تحول دون دخول المياه إلى منازل ومتاجر المواطنين، الذين لم يجدوا سوى مواقع التواصل الاجتماعي لفضح الواقع.
وأكدت الجماعة أنها عبأت مواردها البشرية واللوجستية فور تسجيل الأمطار، ونفذت تدخلات استعجالية لإزالة الأوحال وإعادة فتح الطرقات.
ويرى مواطنون أن بلاغ الجماعة الصادر بعد التساقطات المطرية الأخيرة مجرد محاولة لتجميل واقع مغاير، حيث لم يلمسوا أي تدخل فعلي في الميدان إلا بعد أن تحولت شوارع المدينة إلى أنهار مصغرة، وعانى مستعملو الطريق من الفوضى التي أربكت السير وألحقت أضرارا مادية.