يبدو أن مديرية التجهيز والنقل واللوجستيك بطنجة تحولت إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين الإدارة والنقابة، بعدما تفجرت “فضيحة” تتعلق بتوزيع السكن الإداري، وهو ما أثار سخط الموظفين وأعاد إلى الواجهة الاتهامات بالزبونية والمحسوبية داخل هذه المؤسسة العمومية.
المكتب النقابي الإقليمي، التابع للنقابة الوطنية لقطاعات الأشغال العمومية المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، خرج ببيان ناري يتهم فيه المدير الإقليمي بالتعسف والتماطل في الحوار، ويحمله مسؤولية تفاقم الأوضاع داخل المديرية.
ولم تتوقف النقابة عند هذا الحد، بل كشفت عن خروقات وصفتها بالخطيرة في طريقة توزيع السكن الإداري، حيث قالت كريمة الجباري، عضو المكتب الوطني للنقابة لطنجاوة، إن عملية الاستفادة شابتها تجاوزات خطيرة، من بينها منح السكن لموظف حديث العهد بالإدارة، وهو في الوقت نفسه ينتمي إلى نفس النقابة التي ينتمي إليها المدير الإقليمي، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول وجود تلاعبات في اللوائح.
ولم تقتصر الفوضى (على حد تعبير النقابة) داخل المديرية على ملف السكن، بل طالت حتى لوائح الحضور، حيث يتحدث الموظفون عن ازدواجية في التعامل، إذ يتم التساهل مع بعض المحظوظين الذين يحظون بحماية رؤسائهم المباشرين، بينما يطبق القانون بصرامة على آخرين، في مشهد يكرس اللاعدالة داخل المؤسسة.
في المقابل، سارع المدير الإقليمي، مصطفى إيماني، إلى نفي كل ما ورد في بيان النقابة.
واعتبر في اتصال هاتفي مع طنجاوة أن ما جاء فيه مجرد مزاعم لا أساس لها من الصحة، مستغربا من إثارة موضوع السكن الإداري في هذا التوقيت بالذات، خاصة أن النقابة نفسها سبق أن وقّعت على محضر يحدد معايير التوزيع ولم تبدِ أي اعتراض آنذاك.
وأكد المدير الإقليمي أن عملية الاستفادة تمت وفق المساطر المعمول بها، وبتنسيق مع المدير الجهوي، نافيا أي علاقة له بأي انتماء نقابي.
أما بخصوص رفضه استقبال النقابة، فقد شدد إيماني على أن بابه مفتوح أمام الجميع، معتبرا أن هذه الاتهامات مجرد محاولات لافتعال أزمات لا أساس لها من الصحة.