مدريد – طنجة – خميس الساحل.. مسار غير متوقع قطعته الإسبانية “كريستينا” في رحلة استرجاع هاتفها “آيفون 15 برو ماكس” المسروق، بعد أن تحول إلى لغز بوليسي شغل الرأي العام الإسباني، وانتهى على يد الدرك الملكي المغربي في ظرف قياسي لم يتجاوز ثلاث ساعات!
القصة بدأت قبل 15 يوما، عندما كانت كريستينا تقضي سهرتها في أحد الملاهي الليلية بمدريد، حيث استغل لص محترف لحظة دخولها إلى المرحاض ليسرق هاتفها الفاخر ويختفي عن الأنظار.
كريستينا لم تستسلم، فقدمت شكاية إلى الشرطة الإسبانية، التي تعقبت الإشارة الأولى للهاتف، لتجد أنه شُغِّلَ في منزل بمدريد، لكن الإجراءات القانونية المعقدة حالت دون اقتحام المنزل بدون إذن من النائب العام، ما جعل التحقيق يراوح مكانه.
بعد أيام، تلقت كريستينا إشعارا صادما: هاتفها الآن في المغرب، وتحديدا في منطقة “خميس الساحل”!
لم تفكر كثيرا، حجزت تذكرة طائرة على متن “العربية للطيران” من مدريد إلى طنجة بـ20 يورو فقط، واستأجرت سيارة لتنطلق في رحلة مطاردة غير مسبوقة.
لكن ما إن اقتربت من المكان الذي التقطت فيه الإشارة حتى اختفى الهاتف مجددا، كأنما شعر اللص بوجودها!
حينها قررت التوجه مباشرة إلى مصالح الدرك الملكي بالعرائش، حيث استقبلت بترحيب كبير، وتم تخصيص دركية شابة تتحدث الإسبانية لمساعدتها في التواصل، رغم أنها كانت برفقة صديق مغربي الأصل.
التحقيقات بدأت على الفور، لكن القانون كان واضحا: لا تفتيش بدون إذن وكيل الملك وأمر من الإنتربول، وهو ما تم الحصول عليه بناء على الشكاية التي قدمتها كريستينا في مدريد.
بعدها، انطلقت فرقة خاصة من الدرك تضم حوالي 30 عنصرا إلى المنزل المستهدف في خميس الساحل.
عند وصولهم، استقبلهم شاب يبدو محترما وأنيقا، أنكر علاقته بالهاتف المسروق، ورفض السماح لهم بالتفتيش دون أمر قضائي، غير أن الدرك كانوا مستعدين، فقدموه له فورا، وشرعوا في تفتيش دقيق لغرفته، ليكتشفوا مفاجأة لم تكن في الحسبان: خمسة هواتف أخرى، وثلاثة حواسيب من نوع “آبل”!
أمام هذه الأدلة، وبطريقة وُصفت بـ”المهذبة”، نفى الشاب أي علاقة له بالهاتف، لكن بعد حوار قصير بينه وبين رئيس الفرقة، اعترف أخيرا بمكانه، حيث كان قد دفنه في منطقة خالية بعدما لمح كريستينا تتجول في المنطقة بحثا عنه.
لم تمضِ سوى ثلاث ساعات حتى استعادت كريستينا هاتفها، رغم أن الدرك أخبروها أن العملية قد تستغرق ثلاثة أيام.
القصة التي تصدرت عناوين الصحف الإسبانية، جعلت كريستينا تشيد بالاحترافية والتعامل الراقي للأمن المغربي، مقابل استيائها من تقاعس الشرطة الإسبانية.
وقالت في تصريحاتها: “الهاتف نفسه لا يهمني بقدر ما كانت تهمني المعلومات المخزنة فيه، والتي لم أقم بحفظها على iCloud.. كنت مستعدة لفعل أي شيء لاستعادته، وفعلا، لم يخب ظني في السلطات المغربية التي تعاملت مع قضيتي بجدية وسرعة فائقة”.