تحولت مصلحة المصادقة بالملحقة الإدارية4، التابعة لمقاطعة طنجة المدينة، إلى ما يشبه ساحة معركة، لكن بلا نظام ولا ضوابط، حيث اصطف عشرات المواطنين في طابور طويل يمتد خارج المصلحة، في مشهد يعكس حجم العشوائية التي تطبع تدبير هذا المرفق العمومي.
وبينما كان المواطنون يحاولون، بصبر نافد، إنهاء إجراءاتهم الإدارية، لم يكن أمامهم سوى التعامل مع واقع صادم: فقط موظفان اثنان يحاولان التصدي لوابل من الطلبات، وسط نقص حاد في الموارد البشرية، ما تسبب في بطء الإجراءات وتعطيل مصالح المرتفقين.
ووفق شهادات مرتفقين لموقع طنجاوة فإن الوضع لم يتوقف عند حدود الاكتظاظ والتأخير، بل بلغ درجة الخطورة، بعدما سقطت إحدى الموظفات مغمى عليها وسط الارتباك والضغط الكبير، ما أثار موجة استياء بين الحاضرين، الذين عبروا عن سخطهم من الأوضاع الكارثية التي تعيشها هذه المصلحة.
و”كأننا في سوق وليس في إدارة”، يقول أحد المواطنين الغاضبين، مضيفا: “نأتي صباحا ونغادر مساء دون قضاء أغراضنا، فيما المسؤولون في خبر كان!”.
وفي الوقت الذي تعالت فيه مطالب بضرورة تدخل الجهات المعنية لتوفير عدد كاف من الموظفين وتحسين الخدمات، يقول مواطنون إنهم هم ضحايا هذه الفوضى الادارية والتي لا يبدو أنها ستنتهي قريبا على حد تعبيره.