لم يعد الانضباط الحزبي داخل مجلس جماعة طنجة سوى حبر على ورق، بعدما كشفت انتخابات لجنة تتبع التدبير المفوض لمرفق خدمات الركن عن انقسامات حادة بين مستشاري الأغلبية والمعارضة على حد سواء.
وأسفر التصويت عن فوز بفاطمة الزهراء بوبكر، عن حزب الأصالة والمعاصرة، بـ42 صوتا، متبوعة بعبد الواحد بولعيش، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، بـ38صوتا، في حين لم يتمكن محمد سعيد بوحاجة، عن حزب التقدم والاشتراكية، من حصد سوى 13 صوتا، فيما اكتفت زهرة، مرشحة حزب الاتحاد الدستوري، بـ7 أصوات، وهو ما يعكس هشاشة التحالفات السياسية داخل المجلس.
لكن اللافت في هذه الانتخابات لم يكن فقط النتائج، بل الطريقة التي جرى بها التصويت، حيث لم تلتزم الفرق الحزبية بمرشح واحد، بل توزعت الأصوات داخل الحزب نفسه، ما يعكس حالة التصدع الداخلي وغياب الانسجام.
ويرى متابعون للشأن المحلي أن هذا الوضع ليس سوى نتيجة طبيعية لظاهرة “مول الشكارة” التي أصبحت العنوان الأبرز للمشهد الحزبي، حيث يتم ترشيح رجال المال والأعمال لضمان السيطرة على المقاعد، لكن ما إن يصلوا إلى المجلس حتى تتحول الأجندات الحزبية إلى مجرد شعارات، في حين تتحكم المصالح الشخصية في تحالفاتهم وقراراتهم.